أدى تحدٍ انتشر مؤخراً على منصة "تيك توك" إلى اندلاع حرائق في عدد من المدارس الأمريكية، بعد أن أقدم طلاب على إتلاف أجهزة "كروم بوك" الموزعة من قبل المدارس عمداً، من خلال إدخال أجسام معدنية أو موصلة للكهرباء في منافذ USB بهدف إثارة دوائر كهربائية قصيرة.

وتسبّب هذا التحدي، الذي يُعرف باسم "Chromebook Challenge" أو "Chromebook Durability Test"، في حالات إخلاء طارئة لصفوف دراسية واندلاع الدخان داخل الفصول، إلى جانب تدخل فرق الإطفاء في أكثر من مدرسة.

ففي ولاية كونيتيكت، أُجليت مدرسة نيوينغتون الثانوية بعد أن لاحظ أحد الموظفين تصاعد دخان من جهاز كروم بوك خاص بأحد الطلاب.

وقالت الدكتورة مورين بروميت، مشرفة مدارس نيوينغتون، في تصريحات لوسائل إعلام، إن التحقيق أظهر أن الحادث لم يكن نتيجة خلل تقني، بل جاء نتيجة سلوك متعمّد من الطالب، الذي تسبب في ذوبان أجزاء من الجهاز.

أيضاً وقعت حوادث مماثلة في مدارس أخرى، منها مدرسة ديربي الثانوية ومدرسة كرومويل الثانوية، حيث أدت المحاولات إلى ملء الممرات بالدخان، ما استدعى تدخّل طواقم الطوارئ.

وقال هارولد هولمز، مسؤول الإطفاء في كرومويل، إن هذه التصرفات قد تؤدي إلى انفجارات صغيرة تُعرض الطلاب للخطر، وإن أجزاء الجهاز المتناثرة في حال حدوث انفجار قد تصيب الآخرين.

وأشار مسؤولو الطوارئ إلى أن بطاريات الليثيوم أيون التي تُستخدم في أجهزة كروم بوك يمكن أن تُطلق دخاناً كثيفاً وساماً حال احتراقها، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث تستهلك موارد فرق الإطفاء، وتؤثر على قدرتها في التعامل مع حالات الطوارئ الكبرى.

من جهتها، بدأت المدارس بفرض إجراءات تأديبية بحق الطلاب المتورطين، تتضمن الإيقاف المؤقت من الدراسة، وتحميل ذويهم تكلفة استبدال الأجهزة المتضررة، والتي قد تتجاوز عدة مئات من الدولارات.

كما أوضحت إدارات مدرسية أن بعض شركات التأمين لا تغطي الأضرار الناتجة عن الإتلاف المتعمّد.

تجدر الإشارة إلى أن أحد مقاطع الفيديو التي تشرح طريقة إتلاف الجهاز باستخدام قلم رصاص حصد أكثر من 1.5 مليون مشاهدة قبل حذفه.

وأعرب مسؤولو التعليم عن قلقهم من أن بعض الطلاب يتعاملون مع العقوبات على أنها وسام فخر، متجاهلين العواقب الخطيرة لهذه الأفعال، التي وصفوها بأنها "تصرفات متهورة وليست مزاحاً".