الرياض - عمر العمودي - منذ أن أصدرت Rockstar Games آخر جزء من سلسلة Grand Theft Auto، والعالم في ترقب مستمر لظهور التحفة الجديدة: GTA 6. هذه اللعبة ليست مجرد إصدار جديد، بل هي حدث ترفيهي قد يُغير مفاهيم عالم الألعاب بل وصناعات الترفيه كاملةً للأبد، وهناك أسباب عديدة تجعلنا نعتقد أن GTA 6 ستصبح أنجح لعبة في التاريخ فور إطلاقها، وإليك خمسة أهمها في مقالة اليوم.

صناعة الألعاب أصابها الجمود التقني، وروكستار تمتلك البوصلة لضبط إعدادات الصناعة: أي وضع مقاييس جديدة

أحببت أم كرهت GTA كسلسلة ألعاب، عليك الاعتراف بأن روكستار بشكل عام، أي جميع ألعابها، وسلسلة GTA بوجه خاص، دائمًا ما تضع معايير جديدة للصناعة بأكملها، وخصوصًا من الجانب التقني وطريقة تصميم ألعاب الجريمة والعالم المفتوح. لك أن تتخيل أن لعبة بحجم Watch Dogs صدرت في 2020، وقدمت بعض عناصرها بمستوى وجودة أقل من GTA IV الصادرة في 2008! هذه هي روكستار ومستوياتها الجبارة، ومن الناحية التقنية فجميعنا على علم بأن صناعة الألعاب وصلت لأقصى مستوياتها، وأصبحنا لا نرى تقدم تقني معتبر منذ سنوات، وروكستار قد تكون هي الوحيدة التي تمتلك أفكارًا وإبداعًا وكفاءةً يؤهلوها لتقديم قفزة تقنية غير مسبوقة.

هذه الدفعة التقنية مهمة، إذ ستضع حجر الأساس فيما سيكون لاحقًا “الجيل الجديد”. لعبة GTA 6 هي أول لعبة في السلسلة وأول لعبة من روكستار تقدم تقنية تتبع الأشعة، فمن المبرر أن تتحمس لرؤية ما ستفعله الشركة المطورة بتقنية مثل هذه.هناك أيضًا مستويات واقعية غير مسبوقة رأيناها من العرض الثاني للعبة، فإلى أين سيصل هذا الجانب؟ خصوصًا وأن العرض الثاني كان يعمل على PS5 العادي، أي أن هذا الجهاز -الذي صدر منذ 5 سنوات بالمناسبة- قادر على تقديم مستويات لم نرها من قبل من الرسوميات.

تعتبر GTA 6 خطوة مهمة للصناعة كلل، فإذا نجحت في دفع حدودها، سنكون جميعًا مستفيدين من ذلك، وإذا لم تنجح فسنعرف أن هذا الجيل قد وصل إلى ذورته بالفعل، وأن دفعه تقنيًا أكثر من الموجود حاليًا مستحيل.

عودة إلى Vice City…مدينة الجيمرز المفضلة

تعد فايس سيتي إحدى الخرائط المحببة للاعبين من كل الأجيال، بسبب لعبة GTA Vice City الصادرة في 2002، والعودة إليها في جزء جديد تمامًا يعد بمثابة ريميك للمدينة، ولكن بتقنيات حديثة وبميزانية خرافية. هذه اللعبة ستكون بوابتك للـ”عيش” في فايس سيتي بشكل فعلي، وتقديم عدد كبير من النشاطات التفاعلية والألعاب المصغيرة، والأحادث العشوائية. هذه الأمور ستجعل مدينة فايس سيتي أضخم وأفضل عالم افتراضي في الألعاب، وقد يصعب على الألعاب الأخرى مجارات روكستار بنسق مشابه على المدى القريب.

تشير التقارير وتسريبات اللعبة إلى أن GTA 6 قد تضم مدنًا متعددة بدلاً من مجرد مدينة واحدة مثل السابق، مما يعني تنوعًا غير مسبوق في المواقع، الثقافة، وأسلوب اللعب. كما أن تحسينات الطقس والفيزياء ستجعل كل لحظة في اللعبة مليئة بالحياة والتفاعلات الواقعية.

 قصة سينمائية وشخصيات آسرة

من المتوقع أن تقدم قصة اللعبة أحداث درامية وقصة حب لأول مرة، ومع تحظفي الشخصي على كل ما يعنيه هذا (أتمنى أن نحصل على نسخة منقحة) إلا أنه من المتوقع أن تقدم روكستار مستوى سرد رائع، يعيد لألعاب القصة رونقها. سئمنا من الألعاب ذات السرد السيء وشخصيات النساء التي تروج للأجندات الغربية بأشكال غير منطقية! هذه القوالب التي يضعها “نشطاء مجتمعين” وشركات مثل سويت بيبي إنك وغيرها، دائمًا ما كانت من الأشياء التي لا تأبه بها روكستار، وعودة GTA، السلسلة التي لا ترحم أحد، وتطال سخريتها الجميع في عام 2026 هو أمر يدعو للحماسة.

في الجزء الخامس قدمت اللعبة سرد قصصي مقسم بين 3 شخصيات، مع إمكانية التبديل فيما بينهم لأول مرة في الألعاب، في الوقت الحقيقي، والآن مع وجود شخصيتين فقط من المتوقع أن يكون التركيز عليهما أكبر وأكثر كثافة، ولكن كيف سيتم تناولها؟ هناك أيضًا نقطة أن هذه تعتبر أول بطولة نسائية في تاريخ السلسلة المعروفة بالعنف والكوميديا السوداء، فهل سيتم التعامل معها بشكل مُقنع؟

تجربة لعب متعددة اللاعبين ستغير عالم الأونلاين

لقد تحول طور GTA Online إلى ظاهرة عالمية منذ انطلاقه، حيث حققق 9 مليار دولار لروكستار من المشتريات الداخلية فقط، وRockstar تدرك مدى أهمية الأونلاين لنجاح اللعبة. لذلك، يتوقع أن يكون طور تعدد اللاعبين في GTA 6 ثوريًا بكل المقاييس، ومن المنتظر أن نرى ما ستفعله روكستار وناشر اللعبة تيك تو في هذه التركيبة السحرية لجعلها أكثر ربحية من أي وقت مضى.

ربما سنرى عالمًا أكثر ديناميكية،يتغير مع مرور الوقت،ومواسم على غرار ألعاب مثل فورتنايت،و اقتصادات مُتطورة داخل اللعبة، وإمكانيات لا نهائية لإنشاء محتوى وتحديات مع الأصدقاء. الألعاب الجماعية أصبحت عنصرًا أساسيًا في صناعة الألعاب اليوم، وGTA 6 قد تكون اللعبة التي تعيد تشكيل مفهوم الأونلاين بالكامل.

الصناعة متعطشة بشكل لا يُصدق

لا يوجد أي لعبة في العالم حظيت بقدر هذا الترقب مثل GTA 6. كل تسريب، كل شائعة، وكل كلمة تنطق بها Rockstar تتحول فورًا إلى خبر عالمي.

هذا الزخم الإعلامي سيجعل إطلاق GTA 6 ظاهرة ثقافية بكل معنى الكلمة، وسيدفع ملايين اللاعبين حول العالم إلى شرائها فور صدورها، لتصبح بلا شك اللعبة الأكثر نجاحًا في تاريخ الصناعة.

ختامًا: هل نحن مستعدون للثورة؟

مع كل هذه العوامل، من الصعب تصور أي لعبة قد تنافس GTA 6 في النجاح والشهرة. هذه اللعبة ليست مجرد تسلية، بل عمل ترفيهي ضخم ينتظره عدد كبير من اللاعبي، ويتوقع أن تعيد تشكيل مستقبل الألعاب من حيث الأشياء التي سيحاول المطورين الآخرين تقليدها، وتلك التي سيحاولون تفاديها.

أخبرونا عن رأيكم في التعليقات.