متابعات – تليجراف الخليج

في خطوة تؤكد عمق الشراكة التنموية بين السودان واليابان، كشفت وكالة التعاون الدولي اليابانية (جايكا) عن استعدادها لتنفيذ عدد من مشروعات إعادة الإعمار في السودان، فور توقف الحرب التي خلفت دمارًا واسعًا في البنية التحتية، خصوصًا بعد عمليات التخريب التي تسببت فيها المليشيا المتمردة.

لقاء استراتيجي بين سفير السودان ورئيس جايكا في طوكيو

التقى سفير السودان باليابان السفير الريح حيدوب، اليوم، برئيس وكالة التعاون الدولي اليابانية الدكتور TANAKA Akihiko، في مقر الوكالة بالعاصمة طوكيو، وذلك في إطار الجهود الدبلوماسية السودانية الساعية إلى نقل التجربة اليابانية في إعادة الإعمار إلى أرض الواقع السودانية، وتفعيل دعم اليابان التنموي في مرحلة ما بعد الحرب.

وخلال اللقاء، ناقش الجانبان سُبل وآليات تنفيذ مشاريع تنموية جديدة لإعادة إعمار السودان، حيث أبدى رئيس جايكا اهتمامًا بالغًا بالأوضاع في السودان، مؤكدًا التزام الوكالة بالمشاركة الفاعلة في جهود الإعمار بمجرد انتهاء العمليات العسكرية.

اليابان.. تاريخ طويل من الدعم التنموي للسودان

اللافت أن الدعم الياباني للسودان ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى مطلع خمسينيات القرن الماضي، حيث نفذت اليابان العديد من المشاريع التنموية الحيوية في السودان، بعضها ما زال يخدم السكان حتى اليوم.

وقد كانت أحدث تلك المشاريع هي مشروعي محطات مياه الشرب بمدينتي كسلا وكوستي، بتكلفة إجمالية بلغت نحو 100 مليون دولار أمريكي، وهو ما يعكس حجم الدعم الكبير الذي تقدمه اليابان في قطاعات حيوية مثل المياه والصحة والبيئة.

مشروع بيئي متكامل للنفايات في ثلاث ولايات

وفي إطار الاهتمام الياباني بالبيئة والصحة العامة، تنفذ حاليًا وكالة جايكا مشروعًا متكاملًا لجمع ومعالجة النفايات في ثلاث ولايات سودانية هي:

• ولاية الخرطوم
• ولاية البحر الأحمر
• ولاية شمال كردفان

ومن المرتقب أن يدخل المشروع مرحلته الثانية قريبًا، ليتم توسيعه ليشمل عددًا من الولايات الأخرى، بما يسهم في تحسين الوضع البيئي وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بتراكم النفايات.

“جايكا”.. شريك رئيسي في إعادة بناء السودان

تُعد وكالة جايكا من أبرز الشركاء الدوليين في دعم عمليات التنمية والإعمار في الدول الخارجة من النزاعات، وقد اكتسبت سمعة دولية قوية بفضل خبراتها الطويلة في إدارة مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة. واليوم، تبدي جايكا التزامًا واضحًا بالمساهمة في بناء سودان ما بعد الحرب، من خلال توفير الدعم المالي والفني للمشاريع المستهدفة.

ويعول السودان كثيرًا على هذا التعاون في إعادة بناء ما دمرته الحرب، واستعادة مؤسسات الدولة، وتحسين الخدمات الأساسية للسكان.