حذّرت دراسة علمية حديثة من أن قلة النوم لمدة ثلاث ليالٍ فقط يمكن أن تؤدي إلى تغيّرات ضارة في الجسم، تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، حتى بين الشباب الأصحاء الذين لا يعانون من مشاكل صحية سابقة.

وأجريت الدراسة في جامعة أوبسالا السويدية بقيادة الدكتور جوناثان سيدرناس، وشملت 16 شاباً يتمتعون بصحة جيدة وعادات نوم منتظمة. وتمّت مراقبتهم بدقة في مختبر النوم، حيث تم التحكم في وجباتهم وأنشطتهم اليومية لتجنب أي عوامل مؤثرة خارجية.

اضطراب النوم يغيّر تركيبة الدم

خلال التجربة، خضع المشاركون لنظام نوم طبيعي لثلاث ليالٍ متتالية، ثم تم تقليص ساعات نومهم إلى أربع ساعات فقط في الليلة لمدة ثلاث ليالٍ أخرى. وقام الباحثون بأخذ عينات دم منهم صباحاً ومساءً، بعد أداء تمارين رياضية مكثفة، بهدف تحليل نحو 90 نوعاً من البروتينات المختلفة.

وأظهرت النتائج ارتفاعاً ملحوظاً في مؤشرات التهابية في الدم بعد قلة النوم، وهي مؤشرات ترتبط عادةً بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ورغم أن التمارين البدنية ساعدت في تحسين بعض المؤشرات الحيوية، إلا أن آثار قلة النوم كانت أكثر عمقاً، حيث لا يمكن للرياضة وحدها تعويض الأضرار الناتجة عن نقص النوم. وأوضح الدكتور سيدرناس أن: "ممارسة الرياضة مفيدة بالطبع، لكنها لا تُغني عن النوم، الذي يؤدي وظائف حيوية لا يمكن الاستغناء عنها".

ودعا فريق البحث إلى الاهتمام بالنوم كعامل وقائي أساسي لصحة القلب، بدءاً من سن مبكرة، مشيرين إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات على فئات مختلفة مثل النساء، وكبار السن، والمصابين بأمراض مزمنة.