نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: صفع بالوجه وركلات بالقدم .. شاهد لحظة ضرب... - تليجراف الخليج اليوم الخميس 15 مايو 2025 11:48 مساءً
في مشهد غير مألوف داخل الأراضي المحتلة، تعرض وزير الأمن القومي الإسرائيلي والقيادي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وزوجته "أيالا" لهجوم عنيف من قبل مجموعة يهودية مناهضة للصهيونية، خلال زيارة غير رسمية لبلدة "بيت شيمش" (بيت الشمس) غربي مدينة القدس المحتلة، الحادثة، التي وثقتها وسائل الإعلام العبرية، أثارت موجة واسعة من التفاعل والجدل، خاصة في ظل الخلفية الفكرية والدينية للجماعة المهاجمة.
زيارة غير معلنة تنتهي باعتداء جسدي
بدأت الواقعة، بحسب ما أوردته القناة السابعة العبرية، عندما قرر بن غفير وزوجته زيارة بلدة "بيت شيمش" دون تخطيط مسبق، حيث شاهدا رسومات لأعلام دولة فلسطين، الأمر الذي بدا أنه أثار استغرابهما؛ وفي هذه اللحظة، تجمعت مجموعة من المتظاهرين اليهود من أتباع ومؤيدي جماعة "ناطوري كارتا" التي تعرف بمعارضتها الشديدة للصهيونية ودولة الاحتلال.
"ناطوري كارتا": يهود ضد الدولة الصهيونية
جماعة "ناطوري كارتا" تُعد من أبرز الفصائل الدينية اليهودية التي تعارض قيام دولة إسرائيل، إذ ترى في قيام كيان يهودي على أرض فلسطين تحديًا لأوامر الله وعصيانًا لتعاليم التوراة، وتؤمن هذه الجماعة بأن "العودة إلى الأرض المقدسة" لا تتم إلا بقدوم المسيح المنتظر، وترى في المشروع الصهيوني خطيئة دينية، وأخلاقية.
وقد بدت هذه القناعة واضحة خلال المشادات التي وقعت بين المتظاهرين وبن غفير، إذ لم يكن الاعتراض سياسيًا فحسب، بل دينيًا بالأساس، حيث حمل المحتجون رموزًا فلسطينية وعبّروا عن رفضهم الصريح لسياسات الحكومة الإسرائيلية وأفعال بن غفير.
اشتباك جسدي بين زوجة الوزير وامرأة من المحتجات
الموقف تصاعد بشكل ملحوظ عندما قامت إحدى النساء من مجموعة "ناطوري كارتا" بضرب أيالا بن غفير بالقلم وركلها، وهو ما أكدته القناة السابعة في تقريرها. ووفقًا لرواية مكتب بن غفير، فقد قامت زوجته بردّ الفعل مباشرة وصفعت المرأة دفاعًا عن نفسها.
وسرعان ما تدخلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي لتفريق التجمهر، مستخدمة القنابل الصوتية والهراوات لفض الاحتكاك بين الطرفين، ما أضفى على المشهد مزيدًا من التوتر والدرامية.
تقديم شكوى رسمية وتصاعد الأزمة إعلاميًا
لاحقًا، تقدمت زوجة الوزير المتطرف بشكوى رسمية لدى شرطة الاحتلال، متهمة السيدة التي صفعتها بأنها كانت هي المعتدية الأولى. غير أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية كشفت أن مقطع فيديو يوثق الواقعة أظهر المرأة المحتجة تقترب من أيالا وتلمسها قبل أن تتلقى صفعة قوية منها، في مشهد تداولته منصات التواصل ووسائل الإعلام الإسرائيلية على نطاق واسع.
دلالات الحادثة: صراع داخلي داخل المجتمع اليهودي
ما يميز هذه الحادثة ليس فقط أنها طالت وزيرًا يشغل أحد أبرز المناصب الأمنية في الحكومة الإسرائيلية، بل إن المعتدين ينتمون إلى الديانة اليهودية ذاتها، ما يعكس حالة من الانقسام العميق داخل المجتمع الإسرائيلي، خصوصًا بين التيارات المتدينة والمجموعات القومية المتطرفة.
ويُعد إيتمار بن غفير أحد أبرز وجوه اليمين المتطرف في إسرائيل، وهو معروف بتصريحاته التحريضية تجاه الفلسطينيين، ومواقفه الداعمة لتوسيع الاستيطان، وهو ما جعله هدفًا دائمًا للانتقاد ليس فقط من قبل الفلسطينيين، بل من بعض الأوساط اليهودية الرافضة لنهج التصعيد والتمييز.
تأثيرات محتملة على المشهد السياسي
تفتح هذه الحادثة باب التساؤلات حول عمق الشرخ داخل الشارع الإسرائيلي، بين تيارات ترى في بن غفير تجسيدًا للأمن القومي والدفاع عن الهوية اليهودية، وأخرى ترى فيه رمزًا للتطرف والعنف الديني والسياسي.
ومن المرجح أن يُستخدم هذا الحادث كورقة ضغط جديدة على الحكومة الإسرائيلية، التي تواجه بالفعل انتقادات داخلية ودولية واسعة بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين وتنامي النزعة الدينية القومية في أوساط الحكم.
تصدعات داخلية ورفض ديني للصهيونية
في النهاية، يُظهر الاعتداء على إيتمار بن غفير وزوجته أن الرفض لسياسات الاحتلال لم يعد حكرًا على الفلسطينيين والعرب أو حتى المنظمات الدولية، بل أصبح يُعبَّر عنه من داخل الكيان الإسرائيلي نفسه، وبأدوات يهودية دينية ترى في المشروع الصهيوني خطرًا روحيًا وأخلاقيًا.
حادثة "بيت شيمش" قد لا تكون الأخيرة، لكنها بالتأكيد الأكثر رمزية، لكونها جمعت أبعادًا دينية وسياسية واجتماعية في آنٍ واحد، وألقت الضوء مجددًا على حجم التناقضات التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي من الداخل.
إيتمار بن غفير، أيالا بن غفير، ناطوري كارتا، الاعتداء على بن غفير، بيت شيمش، القدس المحتلة، يهود ضد الصهيونية، جماعة ناطوري كارتا، أخبار إسرائيل، الشرطة الإسرائيلية، قنابل صوتية، ضرب بن غفير، اليمين الإسرائيلي المتطرف، الاحتلال الإسرائيلي، العلم الفلسطيني، الاحتجاجات اليهودية، الصهيونية الدينية، الانقسام داخل إسرائيل، الصراع اليهودي الداخلي، وزير الأمن القومي الإسرائيل
0 تعليق