نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الهاكر الذكي.. قراصنة جدد يجنّدون الحواسيب بالذكاء الاصطناعي - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 16 مايو 2025 11:50 مساءً
متابعات- تليجراف الخليج
في ظل التحوّل الرقمي المتسارع، تتقدّم التكنولوجيا في خدمة البشر، لكنها في الوقت نفسه تفتح أبوابًا جديدة أمام التهديدات الإلكترونية المتطورة، التي باتت لا تقتصر على الاختراقات التقليدية بل توسعت لتشمل هجمات احتيال رقمية معقدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ويبدو أن العالم دخل مرحلة جديدة في الجريمة الإلكترونية، عنوانها الأبرز: “الهاكر الذكي”، وهو خصم لا ينام، يُتقن التمويه، ويستثمر خوارزميات الذكاء الاصطناعي بشكل غير مسبوق لتنفيذ عمليات احتيال تستهدف الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
من البريد الاحتيالي إلى مكالمات مرئية مزيفة
يقول الدكتور محمد محسن رمضان، خبير الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، إن مجرمي الإنترنت باتوا يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي لتصميم رسائل بريد إلكتروني تصيدية بصياغة لغوية مثالية تحاكي أسلوب كتابة الضحية أو زملائه في العمل، ما يجعل التعرف على تلك الرسائل شبه مستحيل.
ويضيف أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا أيضًا على محاكاة الصوت والصورة في مكالمات مرئية مزيفة يتم خلالها إقناع الضحية بتحويل مبالغ مالية أو الكشف عن معلومات حساسة، وكأنها مكالمة من شخص موثوق.
خوارزميات ترصدك وتختار لحظة الهجوم
وأشار الخبير إلى أن العصابات السيبرانية تستخدم أدوات متقدمة لتحليل سلوك المستخدمين على الإنترنت وتحديد اللحظات المثالية للهجوم، إضافة إلى استغلال الثغرات قبل أن تكتشفها فرق الحماية.
فقدرة هذه الأدوات على التعامل مع كم هائل من البيانات في وقت قياسي، تمنح المهاجمين ميزة استراتيجية أمام أنظمة الدفاع التقليدية، ما يستدعي تطويرًا عاجلًا في البنية التحتية للأمن السيبراني.
من الضحية إلى الشريك دون علمه
واحدة من أخطر أدوات “الهاكر الذكي” تتمثل في تجنيد الحواسيب المصابة لتصبح جزءًا من شبكات ضخمة تُستخدم في تنفيذ هجمات الحرمان من الخدمة (DDoS) أو تعدين العملات الرقمية، أو حتى تشغيل برمجيات خبيثة داخل أنظمة المؤسسات.
وأوضح الخبير أن بعض الفيروسات الجديدة مزودة بذكاء اصطناعي يجعلها قادرة على التكيّف مع بيئة التشغيل وتغيير شكلها وسلوكها لتفادي الكشف، مما يزيد التحديات أمام خبراء الأمن الرقمي.
نصائح ذهبية للحماية في عصر الذكاء الاصطناعي
رغم ضراوة التهديدات، شدد الدكتور محمد رمضان على أن الوقاية لا تزال ممكنة، شرط وجود ثقافة رقمية واعية، مع اعتماد تدابير تقنية متقدمة. وقدم قائمة بأهم الإجراءات التي يجب اتباعها:
- تحديث البرمجيات باستمرار: بما يشمل أنظمة التشغيل والتطبيقات لتجنب استغلال الثغرات.
- التحقق من الهوية الرقمية: وعدم التفاعل مع رسائل أو مكالمات مشبوهة حتى لو بدت مألوفة، مع استخدام وسائل تحقق إضافية.
- اعتماد المصادقة الثنائية (2FA): والتي تُعد من أقوى وسائل تأمين الحسابات.
- استخدام برامج مضادة للفيروسات مدعومة بالذكاء الاصطناعي: لأن الأدوات التقليدية لم تعد كافية.
- التحفظ في مشاركة البيانات: وعدم مشاركة الصور أو المعلومات الشخصية عبر منصات غير موثوقة.
- التدريب والتوعية: سواء داخل المؤسسات أو في إطار الأسرة، فوعي الإنسان هو خط الدفاع الأول.
الذكاء الاصطناعي: أداة مزدوجة بين الخير والشر
واختتم خبير الأمن السيبراني تصريحاته بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي لا يُعد تهديدًا في ذاته، بل إن خطورته أو فائدته تعتمد على نية المستخدم. فكما يستغله المجرمون، يمكن أن يكون سلاحًا بيد المؤسسات لحماية بياناتها، عبر فريق التحرير التهديدات وتحليل أنماط الهجمات والتصدي لها بكفاءة.
المعركة اليوم، كما قال، ليست فقط مع البرامج، بل هي معركة عقول ووعي واستعداد في عالم رقمي لا ينتظر أحدًا.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق