نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أسرار جولة ترامب الخليجية .. صفقات خفية وخريطة نفوذ جديدة (تحليل) - تليجراف الخليج اليوم الأحد 18 مايو 2025 02:39 صباحاً
ترامب يعود إلى المشهد العالمي من بوابة السعودية: مئة يوم قلبت خريطة العالم .. بعد فوز مثير في الانتخابات الأمريكية، عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ليس كأي رئيس، بل كزعيم يسعى لإعادة تشكيل النظام العالمي، ومن أولى خطواته المفاجئة كانت زيارته الخارجية الأولى إلى السعودية، في مشهد رمزي يضع الشرق الأوسط من جديد في قلب الاهتمام الأمريكي، على سجادة بنفسجية فاخرة، استُقبل ترامب بحفاوة، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة في العلاقات الدولية.
قرارات تنفيذية كطلقات سياسية
في أول 100 يوم من ولايته الثانية، وقّع ترامب أكثر من 45 قرارًا تنفيذيًا، أي بمعدل نصف قرار يوميًا. لم تكن هذه القرارات محلية فحسب، بل كانت رسائل جيوسياسية واضحة، أوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وفرض قيودًا صارمة على الشركات الصينية، ورفع الضرائب الجمركية على البضائع الآتية من بكين لأكثر من 120%، أما في أوروبا، فقد صعّد ضد ألمانيا وفرنسا، مهددًا بفرض رسوم على صادرات السيارات، متهماً الحلفاء بالتقاعس عن دفع ثمن الحماية الأمريكية.
الشرق الأوسط في مركز التغيير
حمل ترامب في جعبته ملفات معقدة عند زيارته للمنطقة، من الحرب في غزة، إلى النظام السوري المتهاوي، وصولاً إلى التهديد النووي الإيراني. لكن الحدث الأبرز كان قراره رفع العقوبات عن سوريا بعد مشاورات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وجاء ذلك بالتوازي مع اجتماعات رفيعة المستوى في الرياض، أبرزها لقاء ترامب بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، وتباحثهم في انضمام سوريا إلى دائرة النفوذ الأمريكي مجددًا.
صفقات كبرى: من روسيا إلى الصين
لم تتوقف حركة ترامب عند حدود الشرق الأوسط، بل امتدت لتشمل أوروبا وآسيا. في الملف الأوكراني، عاد الحديث عن صفقة كبرى تقضي بتجميد عضوية أوكرانيا في الناتو مقابل ضمانات سيادية، كما تم توقيع اتفاق متعلق بالمعادن الثمينة بين واشنطن وكييف، أما مع الصين، فرغم التصعيد التجاري، دخل الطرفان في مفاوضات خلفية في جنيف، نتج عنها اتفاق اقتصادي يُبقي التوسع التجاري الصيني في إفريقيا مقابل تقليص نفوذ بكين العسكري في المحيط الهادئ.
تحركات إقليمية مدروسة
في جولته الشرق أوسطية، لم تقتصر تحركات ترامب على السعودية، بل شملت الإمارات وقطر، وربما تركيا قريبًا، التي تستعد لاستضافة قمة سلام تجمع بوتين وزيلينسكي بدعم أمريكي، في هذه الجولة، أطلق ترامب قمتين رئيسيتين في الرياض، الأولى خليجية أمريكية تبحث في النووي السعودي والملف الإيراني، والثانية مع الرئيس السوري الشرع، تمهيدًا لإعادة دمج دمشق في النظام الإقليمي والدولي الجديد.
العودة إلى اتفاقات أبراهام
لم ينس ترامب ما بدأه في ولايته الأولى، أعاد تفعيل اتفاقات أبراهام، مع سعيه لضم دول جديدة، أبرزها سوريا ولبنان، إلى جانب دول الخليج التي وقّعت مسبقًا، حتى الملف الفلسطيني لم يُستثنَ، إذ فتحت إدارة ترامب قنوات اتصال مباشرة مع حماس لإنهاء حرب غزة، مما فرض على نتنياهو تقديم تنازلات جوهرية.
ضغوط اقتصادية على الخصوم
في خضم هذا الزخم، لم تكن الصين بمنأى عن الرد، ورغم عدم صدور تصريحات نارية من بكين، إلا أن الرد جاء اقتصاديًا: تخفيض حيازات سندات الخزينة الأمريكية، وزيادة دعم الشركات الوطنية، والاستعداد لموجة صراع طويلة، في المقابل، أرسلت واشنطن إشارات واضحة أن لا حرب في الأفق، بل إعادة صياغة لقواعد اللعبة العالمية.
عالم جديد وفق شروط ترامب
ما بدأ كفوضى بات يُفهم كنمط: ترامب لا يريد تدمير النظام العالمي بل إعادة صياغته وفق رؤيته، قاعدة "أمريكا أولاً" عادت بقوة، لكن مع توازنات جديدة: من لا يدفع يُعزل، من لا يوافق يُبتز، ومن لا يناور يُكسر، إنها سياسة القوة بغطاء من الشراكة، تمنح النفوذ الإقليمي للقادرين على الحفاظ على الاستقرار، ولكن بما يخدم المصالح الأمريكية أولاً.
ترامب في مواجهة الزمن
ربما لم تتغير شخصية ترامب، لكنه اليوم أكثر نضجًا وأقل صخبًا، لم يعد يسعى لتخريب القديم فقط، بل يريد بناء نظام عالمي يشبهه. السؤال الذي يُطرح: هل سينجح في إعادة ترتيب العالم؟ أم أن العالم سيردّ عليه كما فعل سابقًا؟ الإجابة تقترب، وترامب مستمر في رسم طريق جديد لعالم يتأرجح بين الصراع والتفاهم.
ترامب، دونالد ترامب، ترامب في السعودية، السياسة الأمريكية، الشرق الأوسط، العقوبات على سوريا، أحمد الشرع، محمد بن سلمان، اتفاقات أبراهام، العلاقات الأمريكية الصينية، الحرب في أوكرانيا، حماس، نتنياهو، ترامب وروسيا، سياسة أمريكا الخارجية، اتفاقيات ترامب، القمة الخليجية، ترامب وتركيا، ترامب وسوريا، السياسة الدولية، ترامب والبيت الأبيض، ترامب في الشرق الأوسط، ترامب ومحمد بن سلمان، ترامب وبوتين، ترامب وزيلينسكي.
0 تعليق