سمير الرفاعي: التحديث لا يهدد الاستقرار... والهوية الوطنية ليست موضع فتوى #عاجل - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: سمير الرفاعي: التحديث لا يهدد الاستقرار... والهوية الوطنية ليست موضع فتوى #عاجل - تليجراف الخليج اليوم الأحد الموافق 18 مايو 2025 11:00 صباحاً

استضاف منتدى محمد الحموري للتنمية الثقافية رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي في ندوة بعنوان "سردية الاستقلال من الاستقلال إلى المستقبل" ، سلط خلالها الضوء على تشكّل السردية الأردنية للاستقلال في ظل التحولات الإقليمية والدولية. مع التوقف عند خصوصية التجربة الأردنية بالمقارنة مع تجارب الاستقلال في المنطقة.

وفي حديثه أوضح الرفاعي أن التحديث السياسي يقوم على ثلاث ركائز أساسية: "أولها الإرادة السياسية، وهي إرادة واضحة، وثانيها اللجنة الملكية التي ضمت شخصيات من مختلف المشارب السياسية واستغرقت أعمالها 8000 ساعة حوار، وثالثها هو التطبيق والممارسة، وهو ما يقع على عاتق القوى السياسية والأحزاب التي يجب أن تجري مراجعات حقيقية لدورها ومسؤولياتها."

ونبه إلى أن التحديث بات حتمية وطنية ضمن معادلة الاستقرار وتعزيز الثقة، بدون إقصاءٍ لأحد، أو تفريط بمؤسسات الدولة، أو تنازل عن احترام القانون.

وأكد الرفاعي أن مشروع الإصلاح والتحديث السياسي في الأردن هو مسار مستمر وثابت انطلق من إرادة ملكية واضحة لا لبس فيها. وقال: "كنت وما زلت وسأبقى أتحدث عن الإصلاح والتحديث السياسي بنفس الروح التي دخلنا بها إلى اللجنة الملكية، لأنها كانت تجسيدًا لإرادة ملكية وتوجيه واضح ضمن مخرجاتها."

وانتقد الرفاعي الاعتماد على القوائم المحلية في العملية الانتخابية، مشيرًا إلى أنها لا تفرز أحزابًا وطنية أو برامجية. وقال: "القوائم المحلية لا تخلق أحزابًا برامجية، والهدف من القوائم العامة هو الدفع باتجاه إنشاء أحزاب تقوم على برامج حقيقية. ووجود 250 ألف ورقة بيضاء هو مؤشر إيجابي على وعي الناخبين، وليس العكس."

وعن الاستقلال والهوية، شدد الرفاعي على أن الاستقلال لم يكن منحة أو أُعطية بل هو نتاج مسيرة طويلة من النضال، بدأت قبل تأسيس الإمارة عام 1921، وأشار إلى أن الدولة الأردنية أثبتت عبر أكثر من 100 عام أنّ الاستقرار لا يبنى بالقوة وأنّ الأمن لا يتسبب الا بمنظومة عدالة تحترم كرامة الإنسان وتكرس سيادة القانون.

وأكد الرفاعي على أن الأردن لم يكن يوما دولة انتقامية، ولا يصدر مواقفه بمنطق الانفعالات بل احتكم إلى الحكمة وسعة الصدر ثم الحسم بدون اقصاء أو انتقام أو ظلم.

كما أشار إلى أن الاعتزاز بالهوية الوطنية يجب ألا يُختزل في الشعارات، بل هو انعكاس لفهم ووعي بالمنجز الوطني، وأشار إلى أنه يجب على كل الأردنيين، الفخر والتغني بمنجزات الوطن ورفض كل من يجحد المنجز العظيم وانتقد ما وصفه بالتقصير في تقديم الرواية الوطنية الأردنية، بقوله: "قصرنا كثيرًا وتأخرنا في تقديم قصة وطننا، لكن الوقت لم يفت بعد. علينا تقديم هويتنا بوضوح، فهي حية، تشكلت واستقرت عبر محطات من التضحيات، واكتسبت خصائصها من الشخصية الوطنية المعتدلة."

وبين ان الهوية الوطنية تبلورت نتيجة مئات العوامل والكثير من التحديات والنضالات وكان اهم ما صاغ اسسها هو اصرار الاردن على الصمود في وجه كل التحديات، واحيانا المؤامرات.

وفي سياق حديثه عن التحديات الإقليمية والدولية، أوضح الرفاعي أن "الضغوط الدولية والإقليمية ليست جديدة علينا، فقد مرت علينا كثيرًا حتى اعتدنا. ورغم أن الأردن يُعد من أفقر الدول في العالم من حيث الموارد، إلا أنه كان الأقل تجاوبًا مع تلك الضغوط."

وختم الرفاعي بالإشارة إلى محاولات متعددة للنيل من الأردن ومكامن قوته، مؤكدًا أن تلك المحاولات فشلت: "مرت على البلاد تيارات عديدة حاولت النيل من الأردن وإسقاط الدولة، لكنها تلاشت وبقي الأردن، بهويته ومؤسساته وشعبه الراسخ

وفي رده على سؤال حول قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين، قال الرفاعي بأنه صدر قرار قضائي عام 2020 بحل الجماعة، وتساءل عن سبب تأخر تنفيذه لخمس سنوات على حد تعبيره.

وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة فكرية أطلقها المنتدى مطلع العام الجاري تحت عنوان "حرب الوعي والرواية"، والتي تهدف إلى التصدي للروايات المضللة التي تستهدف الهوية الوطنية، وتعزيز الوعي الجمعي من خلال قراءات نقدية معمقة للتاريخ والتحولات السياسية في الأردن والإقليم.

وكان المنتدى قد استضاف، ضمن هذه السلسلة، عددًا من كبار الشخصيات السياسية والفكرية من الأردن والعالم العربي، من بينهم الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق الدكتور مروان المعشر، ودولة رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة، الذين قدموا قراءات معمقة في قضايا الهوية والسردية الوطنية والتحولات الإقليمية.

يُذكر أن منتدى محمد الحموري للتنمية الثقافية هو مؤسسة فكرية مستقلة تسعى إلى فتح فضاء حر للحوار حول القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية، وتشجيع التفكير النقدي وتبادل الرؤى بين المفكرين والمهتمين بالشأن العام.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق