ندد البابا لاون الرابع عشر، أمس، في الفاتيكان خلال القداس الذي يمثل بداية مهامه، بالنظم الاقتصادية التي تستغل الطبيعة وتهمش الفقراء، ودعا إلى «المحبة المتفانية.. وليس السيطرة على الآخرين بالقوة أو بالدعاية الدينية أو بوسائل السلطة، بل بالمحبة فقط»، خاطاً نهج حبريته، أمام عشرات آلاف المؤمنين ومجموعة واسعة من قادة الدول.

بعد عشرة أيام على انتخابه، شدد رأس الكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1,4 مليار شخص عبر العالم، على السلام والوحدة خلال هذا القداس الذي احتفل به بلغات عدة وسط إجراءات أمنية مشددة في ساحة القديس بطرس بحضور نحو 200 ألف شخص، بحسب السلطات الإيطالية.

خلال القداس الزاخر بالطقوس، بدا البابا الجديد متأثراً عند تسلمه الرمزين البابويين: الباليوم، وهو وشاح أبيض مصنوع من صوف خراف يوضع فوق بدلة الكهنوت على كتفي البابا تذكيراً بمهمته الأساسية وهي رعاية المؤمنين، وخاتم الصياد الذي يقدم لكل بابا جديد ويتلف بعد وفاته في دلالة على انتهاء حبريته.

وقال البابا الذي أمضى عقدين في منطقة فقيرة في بيرو، في عظته: «لا نزال نرى الكثير من الانقسامات والجراح الناتجة عن الكراهية والعنف والأحكام المسبقة والخوف من المختلف عنا، ومن أنماط اقتصادية تستنزف موارد الأرض وتهمش الفقراء».

عالم سلام

ودعا البابا في عظته أيضاً إلى «بناء عالم جديد يسوده السلام».

واكتست دعوته طابعاً خاصاً بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي اجتمع به في جلسة خاصة بعد انتهاء القداس ونظيره الإسرائيلي إسحق هرتسوغ.

وتطرق البابا إلى أوكرانيا بانتظار «مفاوضات من أجل سلام عادل ودائم»، وإلى غزة حيث «يُترك الأطفال والعائلات وكبار السن الناجون فريسة للجوع».

بذلك، أكد لاون الرابع عشر، وهو أول بابا من الولايات المتحدة، الوجهة الاجتماعية والسياسية لحبريته، بعدما اختار اسمه تيمنا بلاون الثالث عشر (1878 - 1903) مهندس العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية، والذي ندد باستغلال العمال في نهاية القرن التاسع عشر.

قبل بدء القداس، جال البابا في ساحة القديس بطرس للمرة الأولى في السيارة البابوية وحيا الحشود وباركهم، فيما صفق البعض له ولوح آخرون بأعلام بلادهم. وحضر القداس نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس الذي كان آخر مسؤول أجنبي يلتقي البابا فرنسيس في 20 أبريل عشية وفاته، إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.

وصافح فانس بسرعة البابا الجديد، لكنه لم يلتقَ به على انفراد أمس. لكن قد يستقبله البابا اليوم قبل عودته إلى الولايات المتحدة.

وأثار انتخاب لاون الرابع عشر، وهو من مواليد شيكاغو، حماسة كبيرة في الولايات المتحدة، مع أنه معارض لسياسة الرئيس دونالد ترامب المناهضة للهجرة.