نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: من الإنتاج الثالث إفريقيًا إلى الفوضى.. مأساة الذهب في السودان يكشفها خبير اقتصادي - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 08:30 مساءً
تليجراف الخليج: رحاب عبد الله
أكد خبير اقتصادي، أن السياسات الحالية لإدارة قطاع الذهب في السودان، وعلى رأسها سياسات بنك السودان الخاصة بالتصدير وخروجه من شراء ذهب التعدين التقليدي، لم تسهم في بناء منظومة فعالة لحماية هذا المورد الحيوي، بل ساهمت في توسع التهريب وغياب الشفافية وضعف العائدات الرسمية.
غياب الرؤية الاستراتيجية وراء فشل إدارة الذهب
وأوضح لـ(تليجراف الخليج) أن المشكلة الجوهرية لا تكمن في ندرة الأسواق الخارجية أو في قلة الطلب على الذهب السوداني، بل في غياب رؤية استراتيجية واضحة لإدارته كأصل اقتصادي طويل الأمد، وعدم توفر آليات تنفيذ محكمة تعكس جدية الدولة في الاستفادة من الذهب كمورد قومي.
تجربة تركيا.. نموذج يُحتذى به في توظيف الذهب
وأشار الخبير إلى أن السودان يجب أن يتوقف عن التعامل مع الذهب بوصفه سلعة للتفريغ النقدي، وأن يوظف بدلاً عن ذلك كضمان للحصول على تمويل ميسر، أو كأساس لتطوير أدوات مالية محلية وعالمية مرتبطة بالذهب، على غرار ما قامت به تركيا عام 2017 حين جمعت أكثر من 7 أطنان من الذهب من المواطنين وأدخلته النظام المصرفي عبر شهادات وسندات مغطاة بالذهب، مما وفر للدولة سيولة دون اللجوء إلى السوق الدولية.
البيع المباشر للذهب يجب أن يكون آخر الحلول
وأضاف أن البيع المباشر للذهب يجب أن يكون آخر الحلول، لا أولها، خاصة وأن الذهب مورد ناضب يمثل احتياطيًا استراتيجيًا للأجيال القادمة. وشدد على أهمية التفكير في بناء احتياطي فعلي من الذهب، خصوصًا أن السودان يحتل المرتبة الثالثة أفريقيًا من حيث الإنتاج، بالإضافة إلى ضرورة ربطه بأدوات اقتصادية تدعم الاستقرار النقدي.
التصدير عبر الإمارات.. فقدان للعائد الوطني
وفيما يتعلق بالتصدير عبر الإمارات، أوضح أن أغلب الكميات المصدرة حاليًا تعود للقطاع الخاص، وأن دبي ما تزال وجهة مفضلة لبعض المصدرين بسبب الإجراءات المبسطة، لكنها في ذات الوقت تكرّس لفقدان العائد الوطني، ما لم تبادر الدولة إلى تطوير سوق داخلي منظم بمصفاة معتمدة ونظام تسعير مجزٍ يشجع المنتجين والتجار على البيع محليًا للدولة.
سوق داخلي منظم.. ضرورة لاستعادة العائدات
كما بيّن أن هذا النموذج المحلي من شأنه أن يعزز الرقابة على حركة الذهب، ويضمن استرداد حصائل الصادر، ويعيد الدولة إلى موقعها كمستفيد فعلي من الإنتاج، بدلًا من أن تبقى على الهامش.
التعدين التقليدي.. الإنتاج الأكبر والرقابة الأضعف
وأشار إلى أن التعدين التقليدي يشكل ما يفوق 80% من إنتاج الذهب، لكنه لا يزال عشوائيًا ويفتقر إلى الرقابة، ويعاني من تضارب المصالح داخل الجهات المشرفة، بالإضافة إلى الممارسات الضارة بالبيئة، ما يحوله إلى أحد أبرز التحديات وأيضًا كمصدر للفاقد الاقتصادي في البلاد.
الذهب متوفر.. لكن غائبة الإرادة السياسية
وختم الخبير حديثه بالتأكيد على أن السودان لا يعاني من نقص في الذهب، ولا في الأسواق، ولا في الشركاء المحتملين – مثل تركيا وروسيا والصين وقطر والسعودية – بل يعاني من غياب الإرادة السياسية والعمل الجاد لوضع حد للفوضى وبناء منظومة وطنية تدير المورد بشكل شفاف يخدم الاقتصاد الكلي ويعزز الاستقرار النقدي والمالي في البلاد.
إتبعنا
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق