نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: منتدى دبي للأعمال – ألمانيا يفتح آفاقاً واسعة لتعزيز التعاون الاقتصادي - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 06:09 مساءً
اختتمت فعاليات منتدى دبي للأعمال – ألمانيا في مدينة هامبورغ، بمشاركة 240 من أبرز رجال الأعمال والمستثمرين الألمان وممثلي جهات حكومية وشركات خاصة من دبي. وتحت شعار «الابتكار، والاستثمار، والتكامل: نحو آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين دبي وألمانيا»، شهد المنتدى الذي نظمته غرف دبي بالتعاون مع غرفة تجارة هامبورغ، والمكتب التمثيلي لهامبورغ في دبي والمجلس الألماني الإماراتي المشترك للصناعة والتجارة كشركاء داعمين، مشاركة 25 متحدثاً في 13 جلسة حوارية موسعة حول سبل تعزيز العلاقات بين مجتمعات الأعمال في دبي وألمانيا.
وتم استعراض إمكانيات اقتصاد دبي الزاخر بالفرص وميزاته التنافسية التي تعزز جاذبية بيئة الأعمال الداعمة للنمو والابتكار، كما تم التعريف بأبرز المقومات الاستراتيجية التي تفتح مجالات استثمارية واعدة أمام مجتمع الأعمال الألماني والدولي في دبي.
التزام مشترك
وقال معالي المهندس سلطان المنصوري، رئيس مجلس إدارة غرف دبي: «تعتمد العلاقات الراسخة بين دبي وألمانيا على التزام مشترك بالتنمية المستدامة والابتكار، وتُعد التجارة والخدمات اللوجستية ركيزة أساسية للروابط الاقتصادية الثنائية، حيث تحتل ألمانيا المرتبة الـ15 في قائمة أكبر شركاء دبي التجاريين عالمياً وفي 2024، بلغت قيمة التجارة غير النفطية بين دبي وألمانيا 39.7 مليار درهم بنمو سنوي 8 %. كما ارتفع عدد الشركات الألمانية الجديدة التي انضمت لعضوية غرفة تجارة دبي 64 % خلال 2024، وبلغ إجمالي عدد الشركات الألمانية النشطة المسجلة في عضوية الغرفة مع نهاية الربع الأول من العام الجاري 2,719 شركة».
وأوضح قائلاً: «نهدف من خلال منتدى دبي للأعمال – ألمانيا للارتقاء بالروابط الاستثمارية والتجارية بين دبي وألمانيا إلى مستويات استراتيجية حافلة بالمزيد من الفرص النوعية في مجموعة من القطاعات الرئيسة، وفي مقدمتها قطاعات اقتصاد المستقبل. ويأتي ذلك في إطار حرصنا على تمكين مجتمع الأعمال الألماني للاستفادة من الفرص المتنوعة التي توفرها أجندة دبي الاقتصادية (D33) في مجالات الصناعة المتقدمة والتحول الرقمي والطاقة النظيفة والتجارة».
وفي تصريحات خاصة لـ«تليجراف الخليج» أكد معالي سلطان المنصوري، أن تنظيم الملتقى بمدينة هامبورغ يمثل الدورة الأولى للمنتدى داخل الاتحاد الأوروبي، ويعكس توجه غرف دبي نحو توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري مع أبرز المراكز الاقتصادية العالمية. وأوضح أن انطلاقة المنتدى على الساحة الدولية بدأت العام الماضي من الصين، ثم المملكة المتحدة، وتستمر هذا العام في هامبورغ، على أن تنظم دورة جديدة في نيويورك خلال النصف الثاني من العام الجاري.
وأشار إلى أن اختيار هامبورغ جاء لما تتمتع به من مقومات اقتصادية متقاربة مع ميزات دبي، خاصة في قطاعات النقل واللوجستيات والابتكار، ما يجعلها شريكاً مثالياً في تحقيق أهداف المنتدى. كما نوه إلى أهمية التعاون الطويل الأمد مع غرفة تجارة هامبورغ، مؤكداً أن هذه الشراكات تعزز من مكانة دبي كمركز اقتصادي عالمي مواكب للتطورات وجاذب لأفضل الممارسات العالمية.
وأوضح أن أجندة دبي الاقتصادية D33 تستهدف رفع قيمة التجارة الخارجية إلى 25.6 تريليون درهم، وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 60 مليار درهم سنوياً، ليصل الإجمالي إلى 650 مليار درهم بحلول 2033. كما تسعى الأجندة إلى رفع مساهمة مشاريع التحول الرقمي إلى 100 مليار درهم سنوياً، مستفيدةً من البنية التحتية الرقمية المتقدمة والبيئة المحفزة للابتكار التي توفرها دبي للشركات الألمانية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية، ونظم النقل المستقبلي، والتصنيع الذكي.
زخم إيجابي
وبيّن أن اقتصاد دبي حافظ على زخمه الإيجابي خلال عام 2024، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي في الأشهر التسعة الأولى نحو 339,3 مليار درهم. كما واصلت الإمارة تصدّرها بالمركز الأول عالمياً في استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة للسنة الرابعة على التوالي، بعدد بلغ 1,117 مشروعاً من مشاريع الاستثمار الأجنبي الجديدة خلال 2024، وفيما يتعلق بجانب الاستدامة، لفت إلى أن استراتيجية دبي للطاقة النظيفة تهدف إلى توفير 75 % من احتياجات الطاقة من مصادر نظيفة بحلول عام 2050، مؤكداً أهمية التعاون مع ألمانيا في هذا المجال بفضل ريادتها في التكنولوجيا الخضراء، ما يسهم في تسريع التحول نحو اقتصاد عالمي أكثر استدامة وكفاءة.
ركيزة استراتيجية
ومن جانبه أشار محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غرف دبي، إلى أن العلاقات الاقتصادية بين دبي وألمانيا تمثل ركيزة استراتيجية لتعزيز الشراكات، لافتاً إلى أهمية استثمار الإمكانات المتبادلة في بناء منظومة تعاون تركز على الابتكار ونقل المعرفة.
وأوضح أن دبي تسعى من خلال مبادراتها العالمية إلى تحفيز شراكات نوعية تشمل مجالات جديدة، خصوصاً فيما يتعلق بالاقتصاد الإبداعي، والذكاء الاصطناعي، وسلاسل التوريد الذكية، بما يواكب التحولات في المشهد الاقتصادي الدولي. كما لفت إلى أهمية دعم التعاون بين مجتمعَي الأعمال في البلدين عبر إطلاق برامج لتبادل الخبرات والتجارب، وتطوير مشاريع مشتركة في مجالات التقنية والبحث والتطوير، مؤكداً أن بيئة دبي الرقمية والتشريعية تتيح منصة مرنة وآمنة تساعد الشركات الألمانية، خصوصاً الناشئة والعائلية، على التوسع إقليمياً ودولياً.
وقال أحمد العطار، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، في تصريحات لـ«تليجراف الخليج»: «إن إجمالي الاستثمارات الإماراتية في ألمانيا بلغ نحو 70.7 مليار درهم «17 مليار يورو» خلال السنوات الأربع الماضية، ما يعكس متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين». وأوضح أن المنتدى يشكّل منصة مهمة لتعريف المستثمرين الألمان بالفرص الاقتصادية التي توفرها دولة الإمارات، مشيراً إلى أن نجاح الدولة اقتصادياً يرتكز على انفتاحها ونهجها الحكومي القائم على المبادرة، إلى جانب بيئة أعمال متكاملة تمكّن المواطنين والمقيمين من تحقيق طموحاتهم، وقال «عندما تتوفر بيئة بناءة مثل تلك التي نراها في الإمارات، فإن النجاح الاقتصادي يتحقق بصورة تلقائية». وأضاف أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للإمارات عند تقاطع طرق التجارة بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، إلى جانب علاقاتها الاقتصادية النشطة مع الأسواق الناشئة في المنطقتين، يجعلها بوابة مثالية للمستثمرين الألمان الراغبين بالتوسع في أسواق الجنوب العالمي، خصوصاً في ظل ما توفره الدولة من بنية تحتية حديثة وتشريعات مرنة تدعم نمو الأعمال.
وأشار العطار إلى أن الثقة بالمؤسسات الحكومية في دولة الإمارات تُعد من أبرز العوامل التي تعزز جاذبية الدولة للاستثمارات الأجنبية، إذ توفر بيئة تنظيمية شفافة وعادلة تمكّن المستثمرين من الانطلاق بأعمالهم دون الحاجة إلى علاقات شخصية أو معرفة مسبقة بالسوق المحلي، ما يجعل من الإمارات وجهة مثالية للنمو والتوسع على المستوى الدولي.
العمل الاستثماري
وقامت غرف دبي بتنظيم اجتماعات ثنائية للأعمال بين أعضاء الوفد المشارك من دبي من جهات حكومية ومؤسسات وشركات خاصة مع المستثمرين ومسؤولي الشركات الألمانية المشاركين في المنتدى، وذلك لبحث فرص التعاون، وبناء شراكات في مجموعة متنوعة من القطاعات الواعدة، وتطوير قنوات مباشرة للحوار، وتبادل المعرفة والخبرات بين مجتمعي الأعمال في دبي وألمانيا، وتوسيع مجالات العمل الاستثماري المشترك.
وشارك محمد لوتاه، مدير عام غرف دبي في جلسة حوارية تناول فيها المزايا التنافسية لدبي، والقيمة المضافة التي توفرها الإمارة للشركات الألمانية في مختلف القطاعات، حيث تحدث عن الجهود والمبادرات النوعية التي تعزز شراكة القطاعين العام والخاص بما يخدم المصالح المشتركة.
منصة استراتيجية
من جانبهم، أكد مسؤولون لـ«تليجراف الخليج» من مختلف الجهات الإماراتية المشاركة خلال مشاركتهم في منتدى دبي للأعمال – ألمانيا في مدينة هامبورغ، أن الحدث يمثل منصة استراتيجية لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع السوق الألماني، وبناء شراكات في قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا، الصحة، الاستدامة، والتجارة.
وأكد فيصل بن سليطين، المدير التنفيذي لمركز دبي للأمن الاقتصادي، أن زيارة الوفد الإماراتي إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية تأتي في إطار العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين، وفي ظل جهود مستمرة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري. وأوضح أن التبادل التجاري بين دولة الإمارات وألمانيا يشهد نمواً ملحوظاً عاماً بعد عام، خصوصاً في قطاع التجارة غير النفطية، لافتاً إلى أن الشراكة بين الجانبين بدأت من قطاع السيارات، وتوسعت لتشمل مجالات أكثر تقدماً مثل التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن دولة الإمارات تسعى إلى تعميق علاقاتها مع شركائها الاستراتيجيين، وتُعد ألمانيا من أبرز شركاء الدولة في الاتحاد الأوروبي من حيث حجم التبادل التجاري، مشيراً إلى وجود قواسم مشتركة بين البلدين، مثل التركيز على الموانئ وتسهيل التجارة الحرة، ما يعزز فرص التعاون المستقبلي.
مركز استثماري
ولفت الدكتور جمعة المطروشي، المدير العام لواحة دبي للسيليكون، إلى أن مشاركة الواحة في المنتدى جاءت في إطار جهودها للتعريف بمكانة دبي كمركز استثماري عالمي يوفر بيئة جاذبة للقطاعات المستقبلية موضحاً أن المنتدى مثّل فرصة مهمة للتواصل مع عدد من الشركات الألمانية العاملة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، البلوك تشين، التنقل الذكي، والتكنولوجيا الصحية. وأكد أن واحة دبي للسيليكون تعمل على تطوير مبادراتها بما ينسجم مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33) والخطة الحضرية 2040، مشيراً إلى أن هذه التوجهات تمثل إطاراً رئيساً لرسم السياسات الاستثمارية وضمان تحقيق نمو مستدام يعزز من تنافسية الإمارة عالمياً.
وأوضح الدكتور مروان الزرعوني، المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، أن مشاركة الدائرة في المنتدى، استهدفت تعزيز التعاون الاقتصادي مع ألمانيا من خلال استقطاب الاستثمارات ونقل الصناعات والمهارات إلى دبي، بما ينسجم مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33.
وأضاف أن التركيز سيكون على قطاعات الصحة، وتصنيع الأدوية، والبحوث الطبية، إضافة إلى الصناعات المستدامة، مستفيدين من البنية التحتية المتقدمة ومميزات دبي اللوجيستية من حيث التنظيم وسرعة نقل السلع. كما تسعى الدائرة إلى الاستفادة من قطاع التصنيع في ألمانيا واستقطاب رؤوس الأموال وتشجيع المستثمرين لنقل عملياتهم إلى دبي.
وقال نديم بدران، مدير الشراكات في إكسبو سيتي دبي: «إن إكسبو ترحب بتوسيع نطاق التعاون مع الشركات الألمانية»، مؤكداً أن البيئة الاستثمارية التي توفرها تشكّل منصة مثالية للابتكار والنمو في القطاعات المستقبلية، موضحاً أن المدينة تحتضن بالفعل شراكات استراتيجية مع شركات ألمانية رائدة، من بينها «سيمنز إنرجي» و«سيمنز إندستريال»، والتي تنفذ مشروعات متقدمة في مجالات البنية التحتية الذكية والطاقة المستدامة، مثل مشروع الهيدروجين الأخضر.
وبدوره ذكر جعفر بن جعفر، مدير إدارة الممتلكات وعمليات المبيعات ومدير الشراكات في سلطة مدينة دبي الطبية، أن مشاركة السلطة في الحدث تمثل فرصة لتعزيز حضور مدينة دبي الطبية على الساحة الدولية، بصفتها وجهة رائدة للرعاية والرفاهية الصحية في دبي، ودعم جهودها في تطوير منظومة المدينة الطبية، والتي تتكامل فيها الرعاية والرفاهية الصحية مع أسلوب الحياة المجتمعي وإطاره التنظيمي.
شراكة
من ناحية أخرى، أعلنت مؤسسة دبي للمستقبل عن شراكة جديدة مع غرفة تجارة هامبورغ، بهدف تعزيز التعاون في مجالات الابتكار واستشراف المستقبل والذكاء الاصطناعي، وتبادل الخبرات والتطبيقات المتقدمة ودعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال في الإمارات وألمانيا.
وتم الإعلان عن هذه الشراكة خلال مشاركة مؤسسة دبي للمستقبل في «منتدى دبي للأعمال» الذي نظمته غرف دبي في مدينة هامبورغ، وشهد توقيع الاتفاقية سلطان المنصوري ومحمد لوتاه.
وقالت علياء المر، رئيسة قسم التحول والشراكات في مؤسسة دبي للمستقبل: «تمثل هذه الشراكة مع غرفة تجارة هامبورغ محطة مهمة ضمن جهود مؤسسة دبي للمستقبل لترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للابتكار ودعم البحث والتطوير العلمي، انطلاقاً من إيمان دبي بأهمية دور الشراكات الدولية في تحقيق ثر إيجابي على المجتمعات والاقتصادات».
وأضافت: «تعد الخبرات البحثية والصناعية التي تتمتع بها هامبورغ سبباً لاختيارها شريكاً استراتيجياً، لنعمل سوية على تصميم مستقبل مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك دعم الشركات الناشئة، والتبادل المعرفي، وتصميم نماذج جديدة للشراكة في استشراف المستقبل بين القطاعين الحكومي والخاص».
0 تعليق