إسرائيل.. صدع داخلي و«تسونامي دبلوماسي» خارجي - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: إسرائيل.. صدع داخلي و«تسونامي دبلوماسي» خارجي - تليجراف الخليج اليوم الخميس 22 مايو 2025 04:35 صباحاً

تعيش إسرائيل واحدة من أعمق أزماتها الداخلية في ظل حربها المتواصلة على قطاع غزة، حيث تصاعدت الأصوات المنتقدة من داخل المؤسسة السياسية والعسكرية، لتصف ما يجري بأنه إبادة جماعية وجرائم حرب. هذه الانتقادات لا تصدر من خصوم تقليديين فحسب، بل من شخصيات ذات تاريخ طويل في دوائر الحكم والجيش.

في تصريح غير مسبوق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، إن العمليات العسكرية في غزة «قريبة جداً من جريمة حرب»، مضيفاً، إن الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء يُقتلون بلا طائل، علاوة على عدد كبير من الجنود الإسرائيليين.

وأن الحرب لا تحمل هدفاً واقعياً ولا أملاً في إنقاذ حياة الأسرى الإسرائيليين. أولمرت اعتبر خلال حديث مع شبكة «بي بي سي» البريطانية الثلاثاء، أن إدارة الحرب في غزة تتم «دون هدف»، وأنها تسببت بمقتل الآلاف من الأبرياء دون تحقيق أي إنجاز، أو التوصل لضمانات تحافظ على حياة الأسرى الإسرائيليين.

القتل كهواية

وقبل أولمرت خرج يائير غولان، النائب السابق لرئيس هيئة الأركان، رئيس حزب الديمقراطيين في إسرائيل، بتصريحات قال فيها، إن الجيش الإسرائيلي يدير حرباً ضد المدنيين، قائلاً إن قتل الأطفال يتم كهواية لدى بعض الجنود، وانتقد استخدام سياسة التهجير القسري وهدم البيوت كوسيلة للضغط.

وانضم عضو الكنيست عوفر كسيف أمس، إلى غولان وأولمرت في انتقاد الحرب، حيث وصف ما يجري في غزة بالإبادة الجماعية، مشيراً إلى أن استمرار الحرب على هذا النحو يضر بـ «مكانة إسرائيل الأخلاقية» والسياسية عالمياً، مكرراً مواقفه السابقة التي تتهم الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب.

كسيف، العضو في «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة»، كان أُبعد عن «الكنيست» لمدة ستة أشهر حتى ربيع 2025، وحُرم من راتبه لأسبوعين، بسبب انضمامه إلى دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية التي أدانت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.

شهادات جنود

وخلال فترة الحرب المستمرة منذ قرابة العشرين شهراً، تداولت وسائل إعلام عبرية ودولية شهادات لجنود إسرائيليين تحدثوا عن عمليات تدمير واسعة تتم بشكل منهجي في غزة، بلا مبررات عملياتية. تلك الشهادات تقول إن الجيش الإسرائيلي يتبع سياسة الأرض المحروقة.

عاصفة التنديد داخل إسرائيل ضد غولان لم تهدأ، بل انتقل الجدل بشأنها من المستوى الرسمي إلى الإعلام والرأي العام الإسرائيلي. وذكرت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها، أمس، أن «غولان قال الحقيقة»، داعية الرأي العام الإسرائيلي للانضمام للمطالبات «لوقف المقتلة في غزة وتحرير الأسرى».

ورأت «يديعوت أحرونوت» إن تصريحات غولان «مهما كانت مرعبة وعديمة الخجل، لا تغير الواقع الذي نخسر فيه من موت الأطفال الغزيين». ورأت أن من يعارض غولان ويشكك بأعداد القتلى في غزة، «ليس يمينياً، بل مدمن على الموت».

شرخ داخلي

في الوقت ذاته، تشير هذه التصريحات من قلب النظام السياسي والعسكري الإسرائيلي إلى شرخ داخلي يتّسع، وإلى فقدان الرواية الرسمية تماسكها أمام ضغط الواقع الإنساني والدولي، وعبثية النتائج في ظل الفشل أولاً في استعادة الأسرى من غزة، وثانياً في تحقيق انتصار عسكري واضح يتجاوز التدمير الأعمى والعشوائي.

وفي ظل غياب النتائج العملية، من الطبيعي أن تتجه الأنظار إلى حسابات الخسائر، وبخاصة على المستوى الخارجي. وفي هذا السياق، حذرت هيئة البث العبرية، أمس، من أن إسرائيل تواجه ما يشبه «تسونامي دبلوماسي»، في ظل ازدياد الإدانات الدولية والمطالبات بالتحقيق في جرائم الحرب.

وقالت، إن «إسرائيل تواجه واحدة من أصعب الأزمات الدبلوماسية في تاريخها، مع تصاعد حدة الانتقادات الدولية لطريقة إدارتها للحرب على غزة». وتابعت: «في غضون أسابيع قليلة، انهار موقع إسرائيل الدبلوماسي عالمياً على خلفية انتقادات متصاعدة لطريقة إدارتها للحرب في غزة، حتى من أقرب حلفائها التقليديين في أوروبا».

قد لا يفضي الصدع الداخلي والعزلة الدولية إلى نتائج فورية، أو ربما في المدى المنظور، لكنها بالتأكيد ستفضي إلى تغير نوعي سيضع إسرائيل في موقع مختلف من حيث الوظيفة والدور، وربما القدرة على حماية مشروعها المؤدلج.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق