حل الواجبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. ظاهرة جديدة مثيرة للقلق - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: حل الواجبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. ظاهرة جديدة مثيرة للقلق - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 23 مايو 2025 01:14 صباحاً

شهدت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً انتشاراً واسعاً لظاهرة جديدة مثيرة للقلق، تمثلت في إنشاء مجموعات وصفحات تعرض حل الواجبات اليومية والمهام الدراسية نيابةً عن الطلبة.

وتضمنت الرسائل المتداولة عبارات ترويجية، توجه الخطاب تحديداً إلى الأمهات والطلبة الذين يعانون من ضيق الوقت أو الضغط الدراسي، حيث ورد في بعضها: «لكل أم مشغولة أو طالبة بحاجة إلى متابعة دروسها دون تأخير، الحلول متوفرة يومياً مع ضمان الدرجات الكاملة».

توفير الدعم

وتؤكد الإعلانات أن الحلول تُرفع بشكل يومي، مع توفير الدعم لإنجاز المشاريع والبحوث الدراسية، ما اعتبره تربويون خطراً حقيقياً يهدد جوهر العملية التعليمية ويؤسس لسلوكيات اتكالية بين الطلبة.

ودعا التربويون إلى إطلاق حملات توعية شاملة تستهدف تثقيف الطلبة والأسر بمخاطر الاعتماد على الحلول الجاهزة، وترسيخ ثقافة النزاهة الأكاديمية كقيمة أساسية في مسار التعليم.

كما دعوا إلى إصدار تعاميم رسمية تحدد ضوابط التعامل مع المنصات التعليمية، مع تشديد الرقابة الإلكترونية على السلوكيات غير السليمة، لضمان استخدام هذه الأدوات بما يحقق أهدافها التربوية.

وشددوا على ضرورة تطوير أنماط تقييم تفاعلية تعتمد على العمل الجماعي والمشاريع والأنشطة العملية، بحيث يصبح من الصعب نقل أو حل المهمات الدراسية دون فهم حقيقي من الطالب.

وأكدوا لـ«تليجراف الخليج» أن التصدي لمثل هذه الممارسات لا ينبغي أن يعتمد فقط على القوانين والرقابة، بل يجب أن يبدأ من غرس قيم العمل الجاد والمثابرة في نفوس الطلبة منذ المراحل المبكرة، بما يعزز ثقافة الفخر بالجهد الشخصي والإنجاز الحقيقي المبني على الاجتهاد لا الاتكالية أو الغش.

ضعف المهارات

محمد أبو غنيم
محمد أبو غنيم

واعتبر الخبير التربوي محمد أبو غنيم، أن هذه الممارسات من شأنها أن تُفقد التعليم قيمته الحقيقية، قائلاً: «عندما يتحول التعليم إلى عملية استهلاك للحلول الجاهزة، يفقد الطالب قدرته على التحليل والاستنتاج، وهو ما يتنافى مع مبادئ التعلم الذاتي وتنمية التفكير النقدي».

وأضاف أن هذا النمط من التعاطي مع التعليم يهدد بخلق جيل غير قادر على مواجهة تحديات المستقبل، داعياً إلى ضرورة تعزيز ثقافة الاعتماد على الذات منذ المراحل الدراسية المبكرة.

النزاهة الأكاديمية

ميرنا فقيه
ميرنا فقيه

أما الدكتورة ميرنا فقيه فأكدت أن لجوء الطلبة إلى حلول جاهزة يقوّض قيم الأمانة والنزاهة الأكاديمية، محذرة من تداعيات ذلك على مستقبل المجتمع.

موضحة أن التساهل مع هذه الإعلانات، حتى لو كان بحسن نية من قبل الأهل، يؤدي إلى اعتياد الطلبة على الغش وعدم احترام الجهد الشخصي، مما يترك آثاراً عميقة على الضمير الأكاديمي للطلبة.

وشددت على أهمية تفعيل دور المدارس والأسر في ترسيخ مفاهيم الشفافية والاجتهاد الذاتي، مع تعزيز ثقافة الفخر بالنتائج التي يحققها الطالب بجهده الشخصي مهما كانت.

رائدة فيصل
رائدة فيصل

وفي سياق متصل، أوضحت التربوية رائدة فيصل أن الخطر الأكبر الكامن في هذه الظاهرة لا يقتصر فقط على إفراغ المنصات التعليمية من غاياتها، بل يتمثل في ترسيخ ثقافة الاتكالية بين الطلبة.

وقالت: «حينما يعتاد الطالب الحصول على الإجابات من طرف ثالث دون بذل جهد، فإنه يفقد تدريجياً قدرته على المبادرة، ويصبح أسيراً للانتظار والاعتماد على الآخرين لإنجاز أبسط المهام».

وأضافت أن من أخطر نتائج هذه الظاهرة هو خلق جيل يفتقر للقدرة على الاعتماد الذاتي واتخاذ القرار، وهو ما يتنافى مع الأهداف الاستراتيجية للتعليم الرقمي الذي يعتمد على تنمية مهارات القيادة والابتكار.

بناء الشخصية

شاهيناز ابو الفتوح
شاهيناز ابو الفتوح

من جانبها، شددت الأخصائية الاجتماعية شاهيناز أبو الفتوح على خطورة الأثر النفسي لهذه العروض، مشيرة إلى أن الشعور بعدم الإنجاز الشخصي يضعف الثقة بالنفس لدى الطلبة.

وقالت: «الطالب الذي يعتمد على حلول الآخرين يعيش حالة من القلق الداخلي والشعور بالدونية، لأنه يعلم في قرارة نفسه أنه لم يحقق الإنجاز بنفسه، مما ينعكس سلباً على شخصيته في المستقبل».

وأكدت أن الأسرة تتحمل دوراً محورياً في تنمية روح المثابرة والمسؤولية لدى الأبناء، من خلال تعزيز قيم الاعتماد على النفس، وتقدير الجهد المبذول بغض النظر عن النتائج.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق