متابعات- تليجراف الخليج

شهد مسجد سيدة سنهوري بالعاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الجمعة 23 مايو، مشهدًا غير معتاد منذ أكثر من عامين، حيث تدافع مئات المواطنين لأداء صلاة الجمعة في واحد من أعرق مساجد العاصمة.

وتعد هذه العودة الواسعة للمصلين مؤشرًا واضحًا على تغير الأوضاع في المدينة بعد استعادتها مؤخرًا من قبضة مليشيا الدعم السريع، مما أتاح لأهالي المنطقة العودة تدريجيًا إلى منازلهم ومناطقهم التي هجروها قسرًا.

مسجد اللاماب بحر أبيض يضج بالمصلين جنوب الخرطوم

وفي السياق ذاته، وثق الناشط محمد أحمد بشة عبر منصات التواصل صورًا حية ومؤثرة لمئات المواطنين وهم يؤدون صلاة الجمعة في مسجد اللاماب بحر أبيض جنوبي الخرطوم، وسط تدافع كثيف للمصلين الذين بدت على وجوههم علامات الامتنان والطمأنينة بعد شهور طويلة من الخوف والنزوح.

ويُعتبر هذا المشهد تحولًا كبيرًا في حياة سكان العاصمة الذين عاشوا ظروفًا أمنية صعبة، كما يعكس مدى تعطش الناس للعودة إلى ممارسة شعائرهم الدينية في بيوتهم ومجتمعاتهم.

تحديات العودة: نقص الخدمات يهدد الاستقرار

رغم مشاهد العودة اللافتة، إلا أن الحياة الطبيعية لم تكتمل بعد. إذ ما زالت نواقص حيوية تهدد استقرار العائدين، وعلى رأسها نقص الخدمات الضرورية مثل الماء والكهرباء، إضافة إلى شح الغذاء، وعودة ظهور أمراض وبائية خطيرة مثل الكوليرا والإسهالات المائية.

وتدعو هذه الأوضاع الجهات المختصة إلى مضاعفة جهودها وتكثيف الحملات الصحية وتوفير الاحتياجات الأساسية لضمان عودة مستقرة وآمنة للسكان، ولمنع تدهور الوضع الإنساني مجددًا في المناطق التي بدأت تشهد عودة تدريجية للحياة.

عودة الخرطوم… بداية أمل أم اختبار صعب؟

يبقى المشهد مفتوحًا على كل الاحتمالات. فبين التفاؤل بعودة الحياة إلى أحياء العاصمة، والقلق من انهيار الخدمات مجددًا، يقف المواطنون في مفترق طرق يتطلب من الحكومة والجهات الإنسانية مضاعفة جهودها.

العودة إلى المساجد لم تكن مجرد شعيرة دينية اليوم، بل كانت رمزًا للمقاومة والبقاء والانتصار على الخوف. غير أن الطريق ما زال طويلًا لاستعادة الخرطوم كعاصمة نابضة تنبض بالأمن والخدمات والحياة.

إتبعنا