دراسة صادمة تكشف كيف يؤثر الهاتف على عقول الأطفال؟ - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: دراسة صادمة تكشف كيف يؤثر الهاتف على عقول الأطفال؟ - تليجراف الخليج اليوم السبت 24 مايو 2025 12:25 صباحاً

متابعات- تليجراف الخليج

في تطور يثير القلق بين الأوساط العلمية والتربوية، كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، عن وجود علاقة محتملة بين استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي في سن مبكرة وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب عند وصولهم إلى سن المراهقة.

من 7 دقائق إلى أكثر من ساعة يوميًا… كيف تضاعف استخدام الأطفال للهاتف؟

الدراسة، التي نُشرت في المجلة العلمية Jama Network Open، تابعت بيانات 11,876 طفلًا أمريكيًا تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عامًا على مدى ثلاث سنوات. وأظهرت أن متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي ارتفع من سبع دقائق فقط في سن التاسعة إلى أكثر من ساعة واحدة يوميًا عند بلوغهم سن 12 إلى 13 عامًا.

الاكتئاب لا يسبق الاستخدام… بل العكس هو الصحيح

واحدة من أكثر نتائج الدراسة إثارة، كانت نسف الفرضية الشائعة بأن الأطفال “غير السعداء” أو المكتئبين يتجهون تلقائيًا لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي. فقد بينت النتائج أن الأطفال الذين أظهروا أعراض اكتئاب في سن التاسعة أو العاشرة لم يكونوا أكثر ميلًا لاستخدام هذه المنصات لاحقًا، مقارنة بأقرانهم. أما الأطفال الذين استخدموا مواقع التواصل بكثافة عند سن 12 و13، فهم من ظهرت لديهم لاحقًا أعلى معدلات الاكتئاب.

التنمر الإلكتروني وقلة النوم: عوامل تساهم في المأساة

رجح الباحثون أن يكون لهذا التأثير النفسي السلبي أسباب معقدة، أهمها التعرض للتنمر الإلكتروني، واضطرابات النوم. إذ أن هذه العوامل سبق وربطتها دراسات سابقة بازدياد معدلات الاكتئاب والانتحار بين المراهقين. ففي دراسة ذات صلة، تبين أن الأطفال الذين تعرضوا للتنمر الإلكتروني في سن 11 إلى 12 عامًا، كانوا أكثر عرضة لمحاولة الانتحار بمعدل 2.5 مرة خلال عام واحد.

ما علاقة الهواتف الذكية بالاكتئاب؟

رغم الجدل المتزايد، لم يُحسم بعد ما إذا كان استخدام الهاتف الذكي بحد ذاته هو السبب، أم أن طريقة الاستخدام، مثل التفاعل مع محتوى سلبي أو الدخول في مقارنات اجتماعية، هي المحرك الأساسي للمشكلات النفسية. إلا أن المؤكد، وفق الدراسة، أن الاستخدام المكثف مرتبط بتدهور الحالة النفسية.

تقنين الاستخدام… مهمة معقدة للآباء والمربين

الدكتور جيسون ناغاتا، أخصائي طب الأطفال وقائد فريق البحث، أشار إلى التحديات التي تواجه الآباء في الحد من استخدام الهواتف، قائلاً:
“بصفتي أبًا لطفلين، أدرك تمامًا أن مجرد قول ‘ابتعد عن هاتفك’ لا ينجح. لكن يمكن وضع ضوابط عقلانية، مثل تخصيص أوقات خالية من الشاشات أثناء تناول الطعام أو قبل النوم، وفتح حوارات صريحة وغير حكمية مع الأطفال حول ما يشاهدونه ويشاركونه.”

تشكيك في النتائج… هل المبالغة هي السبب؟

وفي الوقت الذي حذرت فيه الدراسة من آثار مواقع التواصل، قلل بعض الخبراء من أهمية النتائج. فقد علّق البروفيسور كريس فيرغسون، أستاذ علم النفس بجامعة ستيتسون في فلوريدا، قائلاً إن العلاقة التي أظهرتها الدراسة “ضعيفة للغاية، وقد تكون ناجمة عن ضوضاء إحصائية لا أكثر”.

قيود الدراسة… هل أثرت على مصداقية النتائج؟

اعترف الباحثون بوجود بعض القيود في دراستهم، أهمها اعتمادهم على صدق الأطفال في الإبلاغ عن عاداتهم الرقمية بأنفسهم، إضافة إلى عدم تحليل تأثير نوع الجهاز أو توقيت الاستخدام بدقة. وهو ما يجعل من الصعب تعميم النتائج بشكل قاطع.

هل تُعيد الدراسة صياغة السياسات التربوية والتقنية؟

هذه النتائج قد تدفع صانعي السياسات وأولياء الأمور والمربين إلى مراجعة أدوات التوعية، وتطوير آليات مراقبة أكثر توازنًا، بحيث تتيح الاستفادة من التكنولوجيا دون تعريض الأطفال لمخاطر نفسية قد تمتد آثارها لسنوات.

 

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق