نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء أمس الأول محاضرة بعنوان «أدب الخيال العلمي للأطفال في عصر الذكاء الاصطناعي»، وألقى المحاضرة الباحث سامي محمود طه وأدارها الإعلامي أمجد طعمة، وذلك بحضور عدد من المثقفين والمهتمين بأدب الطفل.

وتحدث أمجد طعمة في تقديمه للأمسية عن أهمية أدب الطفل في تكوين مختلف جوانب شخصية الطفل، والدور الذي يلعبه أدب الخيال العلمي بشكل خاص في تكوين وتنشيط خيال الطفل وتعويده على التفكير البعيد واستخدام المنطق والأسلوب العلمي في تصوراته وأفكاره، وقال أمجد طعمة عن سامي محمود بأنه من مواليد اللاذقية عام 1965 وحاصل على الإجازة التربوية، مقيم في الإمارات، وهو باحث متخصص في أدب الطفل، شارك في الكثير من الندوات والملتقيات المتخصصة، وقدم بحوثاً راكزة في هذا المجال.

وتحدث سامي محمود في مستهل محاضرته أهمية الحديث عن أدب الخيال العلمي للأطفال، مشيراً إلى أن ذلك ضرورة في عصر التسارع العلمي المذهل، فأدب الخيال العلمي هو علم بحد ذاته، وعصر الذكاء الاصطناعي الذي هو الحاضر الأكبر في تفاصيل حياتنا ويومياتنا يفرض تحدياً كبيراً على أدب الخيال العلمي.

وقدم سامي محمود لمحة تعريفية وتاريخية عن أدب الخيال العلمي، مشيراً إلى أنه نوع من الأدب التاملي، يتناول بشكل نمطي مفاهيم خيالية ومستقبلية مثل العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، واستكشاف الفضاء والسفر عبر الزمن والأكوان الموازية والحياة خارج الأرض، فالخيال العلمي أدب معرفي استكشافي استباقي يمهد لمزيد من النمو في مجالات العلوم كافة، وكانت الانطلاقة الفعلية لأدب الخيال العلمي مع جول فيرن ورحلاته إلى مركز الأرض أو من الأرض إلى القمر أو حول العالم في ثمانين يوماً، رغم أنه يمكن إيجاد أصول عربية لهذا الأدب في رسالة الغفران للمعري، وفي ما هو أبعد من ذلك، في ملحمة جلجامش ما يمكن اعتباره شطحات في دنيا الخيال العلمي، حيث البحث عن نبتة الخلود التي تمنح صاحبها العمر السرمدي، وأما الخيال العلمي للأطفال فهو لا يختلف في جوهره عن التعاريف السابقة مع الأخذ بالاعتبار مراحل النمو العمري التي تتيح للطفل أن يبني خياله الابتكاري الواعد.