"لا ملامح لهم".. أقرباء يروون مأساة استشهاد 9 من أطفال طبيبين في غزة - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: "لا ملامح لهم".. أقرباء يروون مأساة استشهاد 9 من أطفال طبيبين في غزة - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 26 مايو 2025 12:13 صباحاً

يتساءل علي شقيق الطبيب حمدي النجار الذي استشهد تسعة من أبنائه بغارة إسرائيلية على بيت العائلة في خان يونس جنوبيّ قطاع غزة ظهر الجمعة، "ماذا سأقول لأخي عندما يستيقظ؟ هل أستطيع أن أبلغك بأن أطفالك استشهدوا! لا أعلم كيف أقول له ذلك".

لم ينجُ من الغارة الجوية سوى حمدي وابنه آدم، بينما كانت زوجته آلاء وهي أيضا طبيبة، تمارس عملها في مستشفى ناصر في المدينة.

في خيمة العزاء، يقول علي النجار الأحد "ظهر الجمعة تم استهداف منزل أخي دون سابق إنذار في خان يونس... أسرعت للمكان مهرولا ووجدت البيت مثل البسكويت، كومة ركام وكان أخي وأطفاله تحت الركام".

ويضيف "وصل الدفاع المدني لإطفاء الحريق نتيجة استهداف المنزل فوجدوا جثة من الأطفال متفحمة وكانت متطايرة بالخارج"، ويتابع وهو يرتجف "وجدت أخي حمدي ملقى على الأرض ورأسه ينزف ويده مبتورة ومغطى بالركام، حاولت البحث عن الأطفال".

ويشرح الرجل "وجدت آدم وقد كان محروقا، أخذته بسيارتي وتوجهت به إلى المستشفى. والدفاع المدني انتشل أخي حمدي وتوجه به للمستشفى وكانت إصابته خطيرة جدا".

أما الطفل آدم البالغ عشر سنوات بحسب مصدر طبي، فقد بترت يده ويعاني من حروق في أنحاء جسمه.

ويرقد الأب والابن في قسم العناية المكثّفة في مستشفى ناصر الذي يفتقد إلى أبسط مقومات العلاج، بحسب المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البُرش.

- "لا ملامح لهم" -

ردا على سؤال عن الواقعة، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه "قصف عددا من المشتبه بهم الذين تم رصدهم وهم ينشطون من مبنى" بالقرب من قواته.

وأضاف أن "منطقة خان يونس هي منطقة حرب خطرة"، وتابع أن "الادعاء المتعلق بالضرر الذي لحق بمدنيين غير متورطين هو قيد المراجعة".

كانت الأم آلاء تتابع أطفالا مصابين وصلوا للتوّ إلى مستشفى ناصر، حين انهال عليها نبأ تعرض منزلها لقصف إسرائيلي، فهرعت إليه من غير هدى وصدمت بانتشال جثث أطفالها المتفحمة من تحت الركام.

تروي سهر النجار لفرانس برس أن شقيقتها آلاء بعد عملت بالقصف، "ذهبَت ركضا إلى المنزل حتى وجدت المنزل دُمّر بالكامل فوق رؤوس أطفالها وزوجها، المنزل تحوّل لكومة أحجار".

ويقول علي "وصلت زوجة أخي الدكتورة آلاء النجار ركضا فلم يكن هناك مواصلات، وتم استخراج الأطفال متفحمين، عندما رأت آلاء هذا المنظر أخذت بالصراخ والبكاء".

ويضيف أنها تعرفت إلى جثة ابنتها نيبال المتفحمة وأخذت تصرخ باسمها.

- "الموت أرحم من هذا العذاب" -

في خيمة ازدحمت بالمعزّين، جلست آلاء طبيبة الأطفال المعروفة في مدينتها وهي ما تزال تحت تأثير الصدمة الهائلة وتحيط بها نساء بدا عليهنّ الحزن الشديد، فيما تسمع أصوات انفجارات ناتجة عن القصف الإسرائيلي المتواصل.

تقول سهر التي ارتدت عباءة سوداء وهي تبكي "تسعة من الأولاد كانوا متفحمين محروقين والطفل العاشر ووالده في حالة حرجة".

وتتابع واصفة هول المشهد "لم أستطع أن أرى أطفال أختي في أكفان .. صدمة كبيرة، لم أتعرف لأي أحد فيهم، لا ملامح لهم من شدة الحروق، مأساة كبيرة".

ويؤكد محمد وهو من أقرباء آلاء أن "المصاب جلل، آلاء تعاني من صدمة كبيرة، لها الله".

ويتساءل علي "ماذا سأقول لأخي عندما يستيقظ؟ هل أستطيع أن أبلغك أن أطفالك استشهدوا! لا أعلم كيف أقول له ذلك، أنا دفنتهم في قبرين".

ويضيف "لا يوجد مكان آمن بغزة... الموت أرحم من هذا العذاب".

أ ف ب

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق