الطيب الأرباب.. شهيد العطش في معتقلات الدعم السريع - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الطيب الأرباب.. شهيد العطش في معتقلات الدعم السريع - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 26 مايو 2025 12:25 صباحاً

متابعات – تليجراف الخليج

في واحدة من أبشع الجرائم التي كشفت وحشية مليشيا الدعم السريع، ارتقى المهندس الطيب الطاهر إبراهيم الأرباب شهيدًا داخل أحد معتقلاتها في منطقة الصالحة جنوبي أمدرمان، بعد أن قضى أيامًا من العذاب محرومًا من الماء والدواء، ومن أبسط حقوق الإنسان

الشهيد الطيب، ابن قرية السريحة بولاية الجزيرة، خُطف قسرًا في أكتوبر 2024 أمام أعين أسرته وجيرانه، دون جرم أو تهمة، في لحظة هزّت ضمير كل سوداني حر لا يزال يتمسك بإنسانيته. لم يكن ناشطًا سياسيًا، ولا مقاتلًا، ولا حتى صوتًا في العلن.. كان فقط إنسانًا نزيهًا، اختار الكرامة طريقًا، فدفع حياته ثمنًا لذلك

الطيب الأرباب.. لم يكن رقمًا

الطيب الأرباب لم يكن رقمًا آخر في قائمة الضحايا المجهولين، بل كان أبًا وزوجًا ومهندسًا شريفًا، عاش حياته بعرق جبينه، وبنى أحلامه على صبر طويل. ورغم اقتراب نهر النيل من الخرطوم، فإن الطيب مات ظمآنًا في مدينة كانت يفترض أن تحتضنه لا أن تبتلعه خلف الأسوار

لقد تم احتجازه في ظروف غير إنسانية داخل معتقل يتبع لمليشيا الدعم السريع، ومنع عنه الماء والدواء والطعام، وتم التنكيل به بطرق مهينة تمس جوهر الكرامة البشرية، في جريمة تُضاف إلى سجلٍ طويل من الانتهاكات التي لا تسقط بالتقادم

شارون.. اسم للوحشية

بحسب مصادر من داخل منطقة الصالحة، فإن الجلاد المسمى “شارون” هو من أشرف على تعذيب الشهيد، وجرّه من لحيته وأهانه قبل أن يُترك لمصيره في زنزانة جافة خالية من أي رحمة. وقد نقلت روايات شهود أن الشهيد قضى أيامه الأخيرة في عذاب العطش والجوع، دون أن تُستجاب صرخاته أو توسلاته

هذه ليست مجرد واقعة تعذيب، بل جريمة قتل مع سبق الإصرار، يكشف فيها اسم “شارون” عن تحول كامل للوحشية إلى سياسة ممنهجة داخل معتقلات المليشيا، ويدق ناقوس الخطر أمام ما يجري في المناطق الخاضعة لسيطرتهم

شهيد السريحة وأزرق

الشهيد الطيب، الذي ينتمي إلى قرية السريحة وله جذور ممتدة في منطقة أزرق، يُعد رمزًا لصبر السودانيين في وجه الموت البطيء والانتهاكات الصامتة. وقد فجّرت جريمة قتله موجة من الغضب والحزن بين أبناء منطقته، الذين ودعوه بالدموع ونددوا بالجريمة التي طالت إنسانًا بريئًا لا يملك سوى ضميره

صمت العالم.. جريمة أخرى

اللافت في هذه الجريمة ليس فقط تفاصيلها المؤلمة، بل صمت العالم تجاهها، حيث لم يصدر أي تعليق من منظمات حقوق الإنسان الدولية، ولا من الجهات المعنية، في وقت تتزايد فيه الانتهاكات بحق المدنيين في مناطق سيطرة المليشيا. هذا الصمت يُعد شراكة ضمنية في الجريمة، ويضع الإنسانية كلها في قفص الاتهام

لن يسقط الطيب من الذاكرة

مهما طال الزمن، فإن اسم الطيب الأرباب سيظل شاهدًا على مرحلة سوداء من تاريخ السودان، وعلى نظام مليشياوي لا يعرف الرحمة. وسيبقى ذكره محفورًا في الذاكرة الجمعية لشعبٍ لا ينسى من ماتوا عطشى في وطنٍ تحرسه الأنهار

إنا لله وإنا إليه راجعون
تعازينا الصادقة لأهله في السريحة وأزرق، ولكل قلب سوداني كُسِر بهذا الفقد

 

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق