شهدت قاعة 19 بمحكمة جنايات الإسكندرية أولى جلسات محاكمة المتهم المعروف إعلاميًا بلقب "سفاح المعمورة"، وذلك في القضية رقم 9046 لسنة 2025 جنايات المنتزه ثان، والمتهم فيها بارتكاب ثلاث جرائم قتل بشعة راح ضحيتها كل من موكله المهندس "م. إ. م"، وزوجته "م. ف. ث"، وموكلته "ت. ع. ر".

عُقدت الجلسة برئاسة المستشار محمود عيسى سراج الدين وعضوية المستشارين تامر ثروت شاهين، محمد لبيب دميس، وعبد العاطي إبراهيم صالح، وبحضور المستشار طارق عبد الكريم رئيس مباحث نيابة المنتزه الكلية، وسكرتير الجلسة حسن محمد حسن. وقد شهدت القاعة حضورًا أمنيًا وإعلاميًا مكثفًا نظرًا لبشاعة الجرائم وتفاصيلها الصادمة.

استمعت المحكمة خلال الجلسة إلى شهادة شاهد الإثبات الرابع عشر، وهو رئيس مباحث قسم شرطة المنتزه ثان، ومجرى التحريات، الذي سرد تفاصيل الجرائم الثلاث، مؤكدًا أن المتهم ارتكبها مع سبق الإصرار والترصد.

وأوضح الشاهد أن المتهم، المحامي "ن. ا. ال"، أقدم على قتل المجني عليه الأول "م. إ. م"، بعد أن استدرجه إلى إحدى الشقق السكنية، واعتدى عليه بالضرب ثم طعنه بسكين حتى أرداه قتيلًا. ووضع جثمانه داخل صندوق خشبي صنعه خصيصًا، ونقله عبر تروسيكل إلى مكتبه الكائن بالطابق الأرضي ودفنه هناك، كما تخلص من سيارته بوضعها في أحد الجراجات بمنطقة المنتزه. وحرص على إخفاء الجريمة بإجبار الضحية قبل قتله على الاتصال بأسرته مدعيًا سفره للزواج من أجنبية، ثم أرسل رسائل من هاتفه بعد الوفاة لتدعيم القصة، قبل أن يتلف الهاتف ويسحب مبالغ مالية من بطاقته البنكية.

أما جريمة قتل زوجته "م. ف. ث"، فكانت نتيجة خلافات زوجية مستمرة أدت إلى طرد المتهم من منزله. فخطط للجريمة بإعداد صندوق خشبي وقماش أبيض وأكياس بلاستيكية، ثم خنقها حتى الموت ودفنها داخل شقة بمنطقة المعمورة.

وبالنسبة للضحية الثالثة "ت. ع. ر"، فقد نشأت بينها وبين المتهم علاقة عمل انتهت بخلافات مالية وقرارها بقطع علاقتها به. ما دفعه لاستدراجها إلى مسكنه في أكتوبر 2024 وخنقها، ثم دفنها بجوار جثة زوجته وأغلق المكان بقفل حديدي لإخفاء الجريمتين.

تعود بداية كشف الجرائم إلى بلاغات متعددة تلقتها أجهزة الأمن حول اختفاء الضحايا في ظروف غامضة، ما دفع إلى فتح تحقيقات موسعة انتهت بكشف الجرائم الثلاث واعتقال المتهم.

وقد أمرت النيابة العامة بإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات، التي بدأت اليوم أولى جلساتها في القضية التي هزت الرأي العام لبشاعة تفاصيلها وسقوط ثلاث ضحايا في جرائم اتسمت بالتخطيط المسبق والدموية. وتواصل المحكمة نظر القضية لاستكمال الاستماع لباقي الشهود وتفاصيل الأدلة.