نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: "ناسا": الصين تعطل دوران كوكب الأرض - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025 10:08 مساءً
أكدت وكالة "ناسا" للفضاء أن مشروع سد الممرات الثلاثة الضخم في الصين يغير بشكل طفيف دوران الأرض، مما يثير مخاوف بيئية عالمية.
وسد الممرات الثلاثة في الصين هو أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في العالم، ويرمز إلى براعة الصين الهندسية، وتشير وكالة ناسا إلى أن النزوح الهائل للمياه بسبب السد قد يؤثر على دوران الأرض، مما يؤثر على التوازن الطبيعي للكوكب، حيث يمكن لخزان السد، عندما يمتلئ، أن يؤدي إلى إطالة اليوم بمقدار 0.06 ميكروثانية وتغيير شكل الأرض.
وبحسب ناسا أدى سعي البشرية الدؤوب نحو التقدم إلى تطورات ملحوظة في تطوير البنية التحتية حيث لا يمكن إنكار قدرة البشر على تغيير العالم الطبيعي، ومع ذلك، تكون لهذه التغييرات الضخمة عواقب غير متوقعة قد تمتد إلى ما هو أبعد من محيطها المباشر، ويمكن للمنشآت التي يصنعها الإنسان، إلى جانب الظواهر الطبيعية، أن تؤثر على دوران الأرض وفق موقع sustainability-times .
سد الممرات الثلاثة في الصين بصفته أكبر سد كهرومائي في العالم بني على نهر اليانغتسي في الصين. ويعد أيضا واحداً من أكبر المشاريع الهندسية في التاريخ الإنساني، حيث يبلغ طول جدار السد الذي أكمل بناؤه عام 2006 2.3 كيلومتر ويرتفع عن قعر النهر 183 مترا، و يرمز إلى طموح الصين في تسخير مواردها الطبيعية وتعزيز براعتها الهندسية، ففي حين أن الغرض الرئيسي من السد هو توليد الكهرباء، فإنه يُمثل أيضًا دليلاً على جهود الصين في إدارة تحدياتها الإقليمية وديناميكياتها الداخلية، ومع ذلك، فإن آثار هذا البناء الضخم تتجاوز فائدته المباشرة، فقد أثار حجم السد وكتلته الهائلة نقاشات حول قدرته على التأثير على دوران الأرض، وهو موضوع بحثه الباحثون والعلماء بالتفصيل.
نهر اليانغتسي الذي يعرف في الصين أيضا باسم نهر الدراغون (التنين) هو ثالث أطول أنهار العالم، وقد عاش البشر على ضفتيه منذ آلاف السنوات، أما المنطقة التي أقيم فيها السد فتعتبر من أجمل وأهدأ مناطق الصين، حيث تقع الجبال والتلال الخضراء على ضفتي النهر، محددة له ممرا ضيقا متعرجا مليئاً ب (النتوئات).
في مجال الطاقة المتجددة، تتصدر الصين المشهد العالمي كأكبر منتج للطاقة الكهرومائية، وسد الممرات الثلاثة، على الرغم من حجمه الهائل، فهو لا يلبي سوى 3% من احتياجات البلاد من الطاقة، إلا أن أهميته تتجاوز مجرد إنتاج الطاقة، حيث يشير تقرير لوكالة ناسا صدر عام 2005 إلى أن السد قد يؤثر على دوران الأرض.
يوضح الدكتور بنجامين فونغ تشاو من مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا أن حتى الأفعال التي تبدو تافهة، مثل قيادة السيارة، قد يكون لها تأثير ضئيل على كوكبنا، ويُجسّد سد الممرات الثلاثة، بخزانه الضخم، حقيقة كيف يمكن للأنشطة البشرية أن تُغيّر، دون قصد، ديناميكيات الأرض الطبيعية، مما يستدعي إعادة تقييم جهودنا الهندسية وآثارها بعيدة المدى.
تأثير 0.06 ميكروثانية
إذا امتلأ خزان سد الممرات الثلاثة إلى أقصى سعته، فإنه يحتوى على ما يقارب 10.6 تريليونات جالون من الماء، وستؤدي هذه الكتلة المائية الهائلة إلى زيادة طول اليوم بمقدار 0.06 ميكروثانية، وستُغيّر شكل الأرض قليلًا، مما يجعلها أكثر استدارة عند خط الاستواء وأكثر تسطحًا عند القطبين.
هذه التغيرات، وإن بدت ضئيلة، إلا أنها تُبرز التوازن الدقيق لأنظمة كوكبنا، فالتأثير التراكمي للعديد من الأنشطة البشرية قد يُخلّف آثارًا بالغة على دوران الأرض، ومناخها، واستقرارها العام، ومع استمرارنا في استغلال الموارد الطبيعية على نطاق غير مسبوق، يصبح فهم هذه الفروق الدقيقة أمرًا بالغ الأهمية.
التطلع نحو المستقبل
يُثير تأثير الإنشاءات البشرية على كوكب الأرض قلقًا متزايدًا، ومع الإصرار على بناء هياكل أكبر وأثقل، من الضروري فهم العواقب المحتملة، كيف ستؤثر هذه التغييرات على حياة البشر اليومية وبيئتهم على المدى الطويل؟ فالبنى التحتية مثل سد الممرات الثلاثة في نهاية المطاف، يجب أن نسأل أنفسنا: هل نحن مستعدون لتحمل المسؤوليات المصاحبة لهذه التطورات التكنولوجية؟ ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً كيف يُمكننا الموازنة بين سعينا نحو التقدم وضرورة الحفاظ على استقرار كوكبنا؟
0 تعليق