في مشهد احتفى بالإبداع المحلي في صناعة المحتوى، استضافت قمة الإعلام العربي في يومها الثالث جلسة بعنوان «نكهات شبابية.. شغف وصل للعالمية»، جمعت ثلاثة من أبرز صُنّاع المحتوى في مجال الطهي من الخليج العربي، ناقشوا خلالها رحلتهم في مزج التراث بالمحتوى الرقمي، وتحويل الوصفة الشعبية إلى قصة تتفاعل معها الجماهير من مختلف أنحاء العالم.

الجلسة التي احتضنها مسرح «DEWA» عند الساعة العاشرة صباحاً، وأدارها الشيف شاهين أحد أشهر الطهاة على المنصات الرقمية، وضمّت ثلاثة من أبرز «الفود بلوجرز» في العالم العربي، وهم الكويتي أحمد الزامل، والبحرينية الشيخة حصة آل خليفة، والإماراتية أروى لوتاه.

وركز الحوار على البدايات، وأسرار الانتشار، وتحديات الاستمرارية، إلى جانب التأثير الثقافي للمحتوى الطهوي في تعريف العالم بالموروث الخليجي.

اعتبر أحمد الزامل أن النجاح على السوشيال ميديا لا يرتبط بخوارزميات معقدة، بل بتقديم محتوى بسيط وواضح يعكس الشغف الحقيقي.

وقال: «الفيديوهات في البداية كانت مختصرة، تُظهر فقط خطوات الطبخ، وكنت أحرص على أن تكون المقادير متوفرة في كل بيت».

وأشار إلى أن تجربته انطلقت من نشر يومي استمر ثلاث سنوات، قفز خلالها عدد متابعيه من 300 ألف إلى مليون في شهر رمضان 2018، مؤكداً أن التفاعل الجماهيري كان دافعه الأول.

الطبخ هوية

من جانبها، تحدثت الشيخة حصة آل خليفة عن ارتباطها بالطبخ منذ الطفولة، قائلة: «تعلمت من أمي، والهريس واللقيمات بالنسبة لي موروث يجب أن نُصدره».

ورغم دراستها في بريطانيا، فضّلت التفرغ لصناعة المحتوى عوضاً عن افتتاح مطعم، معتبرة ذلك خياراً يحافظ على حريتها الشخصية.

وكشفت عن محاولاتها في نقل الحلوى البحرينية إلى منصات عالمية من خلال تقديم وصفة الحلوى مع الجبن في مدن كبرى مثل لندن ودبي وأبوظبي، وقالت مازحة: «الحلوى العمانية أخذت حقها زيادة.. وحان وقت الحلوى البحرينية».

حملت أروى لوتاه، رؤية طموحة لتصدير أكلات المطبخ الإماراتي إلى العالم، مشددة على أهمية الحفاظ على أصالة النكهات المحلية، ومضيفة: «نحن نأكل الباستا والسوشي، وحان الوقت ليأكل الأجانب المجبوس والهريس ويعشقوه».

وتطرقت إلى أهمية الهوية في صناعة المحتوى، قائلة: «لا تجعل الأرقام هي التي تُعرّفك، بل اصنع أنت من تكون».

وروت كيف تحوّلت وصفة «الملفيه» التي قدمتها في قمة الحكومات إلى طبق يُطلب منها في كل فعالية تحضرها.

وكانت الجلسة شاهدة على روح خليجية طموحة، تُتقن الطهي كما تُتقن رواية الحكاية.. وبين وصفة ومقطع فيديو، ينجح هؤلاء في تحويل الطعام إلى جسر ثقافي، يعبر من شاشات الهواتف إلى موائد العالم.