من «الرمح» إلى «الحواجز».. بنات الإمارات يكتبن قصة مجد جديدة - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: من «الرمح» إلى «الحواجز».. بنات الإمارات يكتبن قصة مجد جديدة - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 30 مايو 2025 01:08 صباحاً

بروحٍ تنافسية وإصرار لا يعرف التراجع، تألقت لاعبتا منتخب الإمارات لألعاب القوى، اليازية طارق ومهرة عبدالرحيم، في الملتقى الدولي للسيدات، لتؤكدا من جديد أن بنات الإمارات قادرات على صنع الفارق، حتى في أصعب المنافسات.

في منافسات رمي الرمح وسباقات الحواجز، تألقت بطلتان إماراتيتان واعتلتا منصة التتويج، تحملان فضيتين تلمعان بالأمل، وتحكيان قصة جيل جديد من الفتيات اللاتي يتقدمن الصفوف بشغف وعزيمة.

ويأتي هذا التألق انعكاساً لرؤية قيادية طموحة في تمكين المرأة رياضياً، ولجهود مستمرة يبذلها اتحاد الإمارات لألعاب القوى برئاسة اللواء الدكتور محمد عبدالله المر، الذي يقود منظومة دعم شاملة للمواهب النسائية، ويفتح لهن أبواب المنصات المحلية والدولية.

وسط منافسات السيدات، وبين أسماء دولية بارزة في ميدان ألعاب القوى، وقفت اليازية طارق، ابنة الخامسة عشر عاماً، بثقة من تجاوزت ضعف عمرها، وانتزعت فضية رمي الرمح في الملتقى الدولي، لتعلن عن ميلاد بطلة جديدة في الرياضة الإماراتية.

وقالت اليازية لـ«تليجراف الخليج» إن مشاركتها في هذه الفئة بعمرها الصغير كان تحدياً كبيراً، لكنه تحول إلى حافز تنافسي جعلها تُحقق رقماً قياسياً جديداً عن فئة الشابات، برمية بلغت 31.04 متراً، مؤكدة أن شعورها بالفخر لا يتعلق فقط بالنتيجة، بل بتمثيلها للدولة على هذا المستوى.

ولم يكن طريقها إلى المنصة مفروشاً بالذهب، بل مرّت اليازية بمحطات صعبة، بينها إصابة في الركبة بداية الموسم، واجهتها بإرادة لافتة، قائلة: «التحدي الأكبر كان استعادة قوتي البدنية، وموازنة وقتي بين التدريب والاستعداد لاختبارات المدرسة»، مشيدة بالدعم الذي تلقته من مدربيها ونادي الشارقة الرياضي للسيدات، خصوصاً من خلال جلسات التمكين البدني التي خضعت لها.

وعادت اليازية بذاكرتها إلى نقطة البداية، حين بدأت مشوارها الرياضي في سن الخامسة كلاعبة جمباز، وأسهمت تلك الرياضة في تشكيل بنيتها العضلية التي استفادت منها لاحقاً في مسابقات القوى المدرسية، مضيفة:

«أول رمية سجلتُها في 2022 كانت 15 متراً، وبعدها بعام فقط، تم اختياري للمنتخب الوطني، ونجحت في كسر ثلاثة أرقام قياسية وطنية، لأحمل لقب البطلة في فئات الأشبال والناشئات والشابات، برمية بلغت 32.70 متراً».

ولا تنسى اليازية فضل من وقفوا خلف هذا الإنجاز، موجهة شكرها لعائلتها ووالدتها، ومدرب المنتخب الكابتن حسن عبد الجواد، واتحاد الإمارات لألعاب القوى، ونادي الشارقة للسيدات، الذي آمن بقدراتها منذ البداية.

وعن طموحاتها، تؤمن اليازية بأن المستقبل يحمل الكثير، وأشادت بالدور الكبير الذي تلعبه الدولة في تمكين الرياضة النسائية، عبر المعسكرات والدعم المؤسسي وتنظيم البطولات، قائلة:

«كنت محظوظة بحصولي على «جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي» في عام 2022، وأطمح الآن لتمثيل الإمارات في أولمبياد الشباب، ومن ثم الألعاب الأولمبية».

واختتمت اليازية حديثها برسالة موجّهة للفتيات الإماراتيات، قائلة: «النوم المنتظم، والتغذية السليمة، والمشاركة في الألعاب المدرسية، كلها مفاتيح أساسية لاكتشاف الشغف وبناء الثقة بالنفس.. لا تترددن في خوض التجربة، فالرياضة تصنع شخصيات متميزة وقادرات على صنع الفارق».

صوت طموح

على مضمار السرعة، وبين صخب المنافسات الدولية، لم تكن مهرة عبدالرحيم مجرد عداءة تشارك في سباق الـ400 متر حواجز، بل كانت صوتاً طموحاً يركض نحو المجد.. بفضية مستحقة في الملتقى الدولي لألعاب القوى.

كتبت مهرة فصلاً جديداً في مسيرتها، التي وصفتها بـ«نقطة تحول حقيقية»، مؤكدة أن السباق كان على مستوى عالٍ من التحدي، وأن النتيجة شكلت دافعاً قوياً للاستمرار وتطوير الأداء.

وقالت مهرة لـ«تليجراف الخليج»: «الفوز بالميدالية الفضية أكد لي أنني على الطريق الصحيح، لكنه في الوقت ذاته حملني مسؤولية مضاعفة للاستعداد بشكل أقوى للمشاركات المقبلة».

هدف

طموحها لا يقف عند التتويج المحلي أو الإقليمي، فالحلم الأولمبي يرافقها منذ سنوات، لكنه كما تقول، ليس مجرد طموح شخصي، بل هدف وطني تسعى لتحقيقه بكل التزام، مضيفة:

«أعمل حالياً بشكل مكثف مع مدربي على تطوير تقنيتي في الجري وتجاوز الحواجز، وتعزيز لياقتي البدنية والنفسية، والمشاركة في البطولات التأهيلية خطوة أساسية على طريق الأولمبياد».

وعن تجاربها السابقة، استعادت مهرة حضورها في دورة الألعاب الخليجية الشاطئية بمسقط، حين شاركت ضمن فريق التتابع وفازت بفضية جماعية.

وقالت إن روح الجماعة صنعت فرقاً كبيراً في تلك البطولة، لكن المنافسة الفردية في الملتقى الدولي الأخير كانت أكثر تعقيداً، لأنها تتطلب تركيزاً مضاعفاً، وتحمل المسؤولية بالكامل.

رسالة ملهمة

ولأن الطريق إلى المجد لا تخلو من العثرات، أشارت مهرة إلى أبرز الصعوبات التي تواجهها كلاعبة إماراتية في هذا التخصص، موضحة أن قلة المنافسات المحلية القوية تُعد من أبرز العوائق، إلى جانب صعوبة التوفيق بين التدريبات المكثفة والدراسة، لكنها تؤمن أن الدعم المتزايد من الاتحادات الرياضية أصبح عاملاً حاسماً في التغلب على هذه التحديات.

واختتمت مهرة حديثها برسالة ملهمة لبنات جيلها، قائلة فيها: «آمنّ بأنفسكن، ولا تخفن من التجربة.. النجاح في الرياضة لا يأتي فجأة، بل يحتاج إلى التزام وصبر.. الرياضة اليوم جزء لا يتجزأ من تمكين المرأة في الإمارات، وهي منصة حقيقية لتمثيل الوطن ورفع رايته في المحافل الكبرى».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق