نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: 600 يوم على الحرب.. ورقة وقف النار اختراق أم احتراق؟ - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 30 مايو 2025 04:57 صباحاً
ما زالت حرب الإبادة في قطاع غزة تلفح المشهد الفلسطيني، الذي لم يهنأ خلال 600 يوم إلا بهدنة إنسانية، لم يكتب لها أن تستمر طويلاً، وفيما يتطلع الفلسطينيون لارتفاع أسهم اختراق سياسي في جدار الحرب، ما زال لهيب النار مشتعلاً، بل إن المواجهة ما زالت متأججة، بأبعاد تتجاوز مسرح القتال على الأرض، لتطال غرف المفاوضات.
تقترب الحرب من شهرها الـ 20، وما زالت أوراق الحلول السياسية تواجه ما يشبه الاحتراق المبكر، فرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، لا ينفك يئد كل محاولة أو مقترح لوقف إطلاق النار، بل يسعى جاهداً لتثبيت قواعد اشتباك، حتى في ظل أي تسوية سياسية، بينما يصر على أن تبقى المفاوضات السياسية تحت النار.
في الاتصالات الدبلوماسية الأخيرة، قرأت الأوساط السياسية في اندفاعة النار في قطاع غزة، والتي أوقعت المزيد من الضحايا، ما يشبه معركة موازية تديرها إسرائيل، كتعويض عن أي تنازلات محتملة تحت الضغط الأمريكي، إذ ما زالت سحب الدخان تلف غزة.
فيما زنار الجوع يطوق أجساد الغزيين، وسط غارات ضارية لا تتوقف، لدرجة يخيل للمراقب والمتتبع للمشهد، بأن الحرب قد بدأت للتو.
وحتى في ظل الحديث مجدداً عن اتفاق وشيك، وتسوية سياسية لحرب غزة، فإن مفاوضات التهدئة لم تصل بعد إلى مرحلة مفصلية، ما يعني أن الجهد الدبلوماسي سيظل معزولاً عما يجري في غزة، من حرب إبادة وتجويع وترويع، حتى في ظل زيادة الضغط إسرائيلياً لوقفها، ووصف وسائل إعلام إسرائيلية المشهد المأساوي القادم من غزة، بأنه جريمة حرب وإبادة جماعية، ووصمة عار لا تمحى.
ويخشى مراقبون من أن يقفل نتانياهو التسوية المقترحة قبل أن تبدأ، والضغط على زر تفجيرها بأي لحظة، إذ بدت تصريحاته الاستمرار في الحرب حتى تحقيق النصر المطلق.
كمن يضع أقفالاً أمام الحل السياسي، وإعلاء معادلة «الحل تحت النار» أيضاً، إذ في الوقت الذي انشدت فيه العيون إلى الدوحة، وقرب التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب، كانت غزة تسير فوق الجمر، والضحايا يسقطون في كل مكان، إثر تصعيد مكثف للغارات الجوية، واستهداف المدنيين العزل.
تعزيز خيار
ويرى الكاتب والمحلل السياسي، مهند عبد الحميد، أن ما يعزز خيار الحل السياسي لحرب غزة، تنامي الرغبة الدولية والرأي العام العالمي، وميول أكثر من 62 % من الشارع الإسرائيلي باتجاه إنهاء الحرب، فضلاً عن تفضيل الإدارة الأمريكية للتسوية السياسية.
وأشار عبد الحميد إلى خطة نتانياهو العسكرية، وما تضمنته من تدمير ما تبقى من قطاع غزة، وتهجير السكان، مرجحاً المضي بهذه الخطة لترجمتها على الأرض، حال فشل المساعي الدبلوماسية، مضيفاً: «إسرائيل ما زالت تضع العراقيل أمام الجهود السياسية، وتصعد حرب الإبادة، وكأنها في شريعة الغاب».
وفيما تم التعاطي مع المقترح الذي قدمه المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، على أنه امتداد للرغبة الأمريكية في إنهاء الحرب على غزة، بدا من الصعب، بحسب مراقبين، عزل أجواء التفاؤل بقرب التوصل إلى هدنة ثانية، عن المنعطف الذي دخلته الحرب، ربطاً بمآل اتفاق 19 يناير الماضي.
وفي خضم مباحثات تبدو مرشحة لفصول من الأخذ والرد، ستظل غزة تتقلب على جمر المحرقة، وما بين إنهاء الحرب أو إطالة أمدها، ستظل تتأرجح بين رغبات ترامب، ودبلوماسية نتانياهو الخشنة.
0 تعليق