نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: بعد 256 يوماً في الفضاء... ماذا حدث لرائدي ناسا بعد العودة إلى الأرض؟ - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 30 مايو 2025 11:31 صباحاً
بعد مهمة فضائية استثنائية استمرت تسعة أشهر، أنهى رائدا الفضاء الأمريكيان سونيتا ويليامز وباتش ويلمور مؤخراً مرحلة إعادة التأهيل الجسدي، عقب عودتهما إلى الأرض في مارس الماضي.
المهمة التي انطلقت في يونيو 2024 على متن كبسولة "ستارلاينر" التابعة لشركة بوينغ، كان من المفترض أن تستمر لثمانية أيام فقط، إلا أن مشكلات تقنية غير متوقعة أجبرتهما على البقاء في المدار 256 يوماً.
ولدى عودتهما، واجه ويليامز وويليامور تحديات كبيرة في التكيف مجدداً مع الجاذبية الأرضية، التي تغيب آثارها عن الجسم تماماً أثناء الإقامة المطوّلة في الفضاء، وفقا لـ timesofindia.
وعلق ويلمور (62 عاماً) على التجربة مازحاً: "الجاذبية مزعجة لبعض الوقت"، موضحاً أنه شعر بعودة آلام رقبته القديمة بمجرد خروجه من البيئة عديمة الوزن، حتى قبل انتشاله من الكبسولة الطافية في المحيط.
وخضع الرائدان لبرنامج تأهيلي استمر 45 يوماً، شمل تدريبات يومية لتحسين المرونة، واستعادة التوازن، وتقوية العضلات التي ضعفت خلال فترة انعدام الوزن، وذلك بإشراف خبراء في ناسا، وعلى الرغم من التمارين المنتظمة التي مارسها الثنائي أثناء الرحلة، إلا أن آثار انعدام الجاذبية كانت واضحة عند العودة، خصوصاً في شكل ضمور عضلي ومشكلات في التوازن العصبي.
ويليامز (59 عاماً) وصفت رحلة التعافي بأنها "مرهقة"، مشيرة إلى أن جسدها احتاج وقتاً لإعادة التكيّف، وقالت: "كان من الصعب علي الاستيقاظ في وقت مبكر كما كنت أفعل سابقاً، لكن في الأسبوع الأخير بدأت أستعيد روتيني المعتاد، وها أنا أستيقظ مجدداً في الرابعة صباحاً".
وكان ويلمور يعاني قبل الرحلة من مشكلات مزمنة في الرقبة والظهر، لكنه شعر بارتياح ملحوظ أثناء وجوده في الفضاء، نتيجة انعدام الضغط على المفاصل والعضلات.
وقال مازحا: "كنا لا نزال داخل الكبسولة، نطفو فوق الماء، وبدأت أشعر بألم في رقبتي... هذا هو أثر الجاذبية!"
البقاء في بيئة الفضاء لا يقتصر تأثيره على العضلات والعظام فحسب، بل تؤكد دراسات حديثة حدوث تغيّرات هيكلية في الدماغ لدى رواد الفضاء، منها تحرك الدماغ نحو الأعلى داخل الجمجمة واتساع التجاويف المملوءة بالسوائل، وهي آثار قد تستمر حتى بعد العودة إلى الأرض.
تعثّرات "ستارلاينر" والقرار المرتقب
تأخّر عودة ويليامز وويلمور كان نتيجة مشكلات تقنية في نظام الدفع الخاص بكبسولة "ستارلاينر"، ما دفع ناسا إلى تعديل مهمتهما وإبقائهما على متن محطة الفضاء الدولية ضمن جدول المهام طويلة الأمد.
وتواجه شركة بوينغ حاليا قرارا مفصليا بشأن مستقبل الكبسولة، بعد أن استثمرت أكثر من ملياري دولار في تطويرها. وكانت الشركة قد خصصت 410 ملايين دولار لمهمة غير مأهولة جديدة، بعد فشل أول اختبار لها عام 2019. ولا تزال ناسا تدرس ما إذا كانت ستُجري رحلة تجريبية جديدة بدون طاقم، قبل السماح بـاستئناف استخدام "ستارلاينر" لنقل الرواد.
ويليامز عبّرت عن دعمها لهذا التوجه، قائلة: "أعتقد أن العودة إلى الطيران بدون طاقم خطوة منطقية. هكذا فعلت سبيس إكس والمركبات الروسية من قبل، وهذا هو النهج الذي أؤيده، وأعلم أن ناسا كذلك".
ومن المتوقع أن تُحدَّد مصير الكبسولة خلال اختبارات تجريها ناسا هذا الصيف، والتي ستقرر ما إذا كانت "ستارلاينر" مؤهلة للقيام برحلة مأهولة جديدة.
0 تعليق