مرض السكري من النوع الأول: الأسباب والعوامل الوراثية وعلاقته بالنوع الثاني - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مرض السكري من النوع الأول: الأسباب والعوامل الوراثية وعلاقته بالنوع الثاني - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 30 مايو 2025 02:06 مساءً

يُعد السكري من النوع الأول مرضًا مناعيًا ذاتيًا يهاجم فيه الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الإنسولين، مما يؤدي إلى نقص كامل فيه. يظهر المرض عادةً مصحوبًا بأعراض مثل العطش الزائد وكثرة التبول والإرهاق. تتضمن عوامل الإصابة الاستعداد الجيني والمحفزات البيئية مثل الالتهابات الفيروسية، مما يجعل فهم هذه العوامل أساسيًا لتحسين استراتيجيات التشخيص والإدارة.ويتحدّث د. محمد السفياني، استشاري غدد صماء وسكري بجامعة الملك سعود، عن السكري من النوع الأول مشيرًا الى عاملين أساسيين، أهمهما العامل الجيني أو القابلية من حيث الجينات والوراثة، إذ نلاحظ أشخاص أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الأول مقارنة بغيرهم. إلّا أن العرضة الجينية لوحدها لا تكفي لحدوث الإصابة، فمن الواضح وجود عامل آخر غير جيني وغير معروف أو مثبت علمياً حتى الآن. فمن منظور علمي، يبدأ الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة تحارب الخلايا المسؤولة عن إفراز الإنسولين من البنكرياس. ومازال الطب حتى يومنا هذا، يجهل سبب إنتاج الأجسام المضادة هذه، مع وجود بعض الفرضيات، التي تربط هذا الخلل بالتهابات فيروسية معينة.

ويتطرق د. السفياني الى سبب تركّز المرض في دول الخليج، حيث يتشارك سكان هذه الدول - في غالبهم - في أجزاء من التركيبة الجينية، ما يؤكد أهمية العامل الوراثي ودور القابلية الجينية في الاصابة بالسكري من النوع الأول. وعلى عكس ما يعتقده البعض، يمكن لهذا النوع أن يصيب كافة الأشخاص من كافة الفئات العمرية، فالعامل الوراثي لا ينفي احتمالية حدوثه لدى الراشدين أو كبار السّن.

وبالحديث عن العلاقة بين السكري من النوع الأول والثاني، يوضح د. السفياني أنه وعلى الرغم من تشابهما في أعراض ارتفاع مستويات السكر في الدم، إلا أنهما مرضان مختلفان من حيث الأسباب والآليات. فالسكري من النوع الثاني يبدأ في الغالب بمقاومة الجسم للإنسولين - بالرغم من وجود إفراز للإنسولين من البنكرياس - ويرتبط في كثير من الحالات بنمط حياة قد يكون غير صحي لدى بعض الأفراد. ومع مرور الزمن، قد يبدأ هذا النوع بالتأثير على البنكرياس، خصوصًا إذا استمرت مقاومة الإنسولين لسنوات طويلة، فيبدأ بالضعف تدريجيًا، ما يستدعي الحاجة الى الإنسولين بعد مرور فترة من الزمن. ويتابع موضحًا أنه حتى مع استخدام العلاج بالإنسولين، لا يتحول هذا النوع ليصبح السكري من النوع الأول بسبب غياب أجسام مضادة.

مرض السكري من النوع الأول هو حالة معقدة تنتج عن تفاعل العوامل الوراثية والبيئية، ويتطلب إدارة دقيقة مدى الحياة. وعلى الرغم من أن الغذاء لا يُسبب السكري من النوع الأول، إلا أنه يلعب دوراً حاسماً في إدارته. مقارنة بالنوع الثاني، يظل النوع الأول أقل شيوعًا لكنه يتطلب تدخلات طبية مكثفة. من خلال البحث المستمر وتحسين الرعاية الصحية، يمكن تحسين جودة حياة المصابين بهذا المرض وتقليل تأثيراته على المجتمع.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق