شهدت منطقة دمت - مريس في محافظة الضالع، قبل قليل من الآن، حدثًا ملموسًا يعكس تحسنًا نسبيًا في الأوضاع على الأرض، تمثل في دخول أولى السيارات عبر الطريق الحيوي الرابط بين دمت ومريس، قادمة من العاصمة صنعاء ومتجهة نحو مدينة عدن.

ويُعد هذا الحدث الأول من نوعه منذ سنوات، وتأتي هذه الخطوة بعد جهود استمرت لأسابيع لإعادة تأهيل الطريق الذي كان مغلقًا لفترة طويلة بسبب التوترات الأمنية والألغام المزروعة عليه.

وأفادت مصادر محلية أن الفرق الهندسية العاملة في المنطقة نجحت صباح اليوم في دفن العبارات المفجرة التي كانت موجودة على امتداد الطريق وإزالة بعض الزرعات المتفجرة، مما مهد الطريق أمام مرور المركبات الخفيفة بشكل آمن. ووصفت المصادر عملية فتح الطريق بأنها "إنجاز كبير جاء بعد تضافر الجهود المحلية والدعم الفني من الجهات المعنية".

ويربط الطريق الرابط بين دمت ومريس محافظات شمال اليمن بجنوبه، ويُعد شريانًا حيويًا للحركة التجارية والتنقلات البشرية.

وتشير المعلومات إلى أنه سيتم الإعلان رسميًا يوم غدٍ عن اكتمال فتح الطريق أمام حركة النقل الكبيرة، بما في ذلك القاطرات والشاحنات، ما سيساهم في تخفيف المعاناة الاقتصادية التي يعيشها السكان جراء انقطاع الطرق الرئيسية وازدياد تكاليف النقل.

وقد لقي الخبر ترحيبًا واسعًا بين أوساط المواطنين والتجار الذين طالما نددوا بتوقف حركة النقل بين المحافظات الجنوبية والشمالية، وهو ما ساهم في تعطيل حركة التجارة وارتفاع أسعار السلع الأساسية.

ومن المتوقع أن تسهم إعادة فتح هذا الطريق في تنشيط الاقتصاد المحلي وتحسين ظروف الحياة للمواطنين في الضالع ولحج وعدن وبقية المحافظات المجاورة.

ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد الدعوات المجتمعية والمحلية لإعادة تفعيل البنية التحتية وفتح المنافذ البرية لتسهيل حركة التنقل وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان، خاصة مع استمرار الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ سنوات.