في واقعة مأساوية هزّت محافظة قنا المصرية، وأثارت موجة من الغضب المجتمعي، قررت جهات التحقيق حبس ربة منزل أربعة أيام على ذمة التحقيقات، عقب توجيه اتهامات مروّعة إليها بالضلوع في جريمة إلقاء طفل يبلغ من العمر عامين ونصف في نهر النيل، وذلك بمساعدة طفليها الصغيرين، في قرية فاو التابعة لمركز دشنا شمال قنا.

تفاصيل صادمة لجريمة غير مألوفة

المعلومات الأولية التي كشفتها التحقيقات أشارت إلى أن الأم المتهمة، التي لا يتجاوز عمر طفليها العشر سنوات، أمرتهما باختطاف الطفل الضحية وإلقائه حيًا في نهر النيل، وجاءت هذه الجريمة بدافع الانتقام من والدة الطفل، نتيجة خلافات عائلية سابقة بين الطرفين، إذ تربطهما صلة قرابة.

وبحسب ما ورد، نفّذ الطفلان تعليمات والدتهما حرفيًا، دون إدراك لحجم الكارثة التي ارتُكبت، حيث قاما بحمل الطفل البريء ورميه في النهر، لتبدأ على الفور عمليات بحث مكثفة عن الجثمان في المياه.

جهود أمنية وإنقاذ نهري للعثور على الجثة

أجهزة الأمن في مركز دشنا تلقت بلاغًا عن تغيب الطفل، وبمجرد مباشرة التحريات الموسعة، تبيّن وجود دلائل قوية تشير إلى تورّط ربة المنزل وطفليها في اختفائه، ما دفع الجهات المختصة إلى التحرك السريع وإلقاء القبض على المتهمة.

في الوقت نفسه، لا تزال جهود فرق الإنقاذ النهري بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والمعنية مستمرة في محاولة انتشال جثة الطفل، بعدما حدّد الطفلان الموقع الذي ألقيا فيه الضحية.

إيداع الطفلين في دار رعاية

نظراً لصغر سن الطفلين المنفذين للجريمة وعدم إدراكهما الكامل لطبيعة ما ارتكباه، قررت السلطات إيداعهما في إحدى دور الرعاية لحين اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة، فيما تستمر التحقيقات مع والدتهما لكشف ملابسات أكثر دقة حول دوافع الجريمة وظروفها.

صدمة مجتمعية وغضب على مواقع التواصل

الجريمة لاقت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن استيائهم الشديد من بشاعة الواقعة، متسائلين عن أسباب تدهور القيم الأسرية التي تدفع أمًا لاستغلال أطفالها في تنفيذ جريمة قتل.

كما طالب نشطاء بضرورة توفير برامج توعية نفسية واجتماعية للأسر الفقيرة والمهمشة، لمنع تكرار مثل هذه الجرائم التي تهدد بنية المجتمع، وتكشف عن خلل خطير في آليات التربية والتنشئة.

مطالب بمحاسبة صارمة وتعزيز حماية الأطفال

العديد من الأصوات دعت إلى ضرورة توقيع أقصى العقوبات على المتهمة، وعدم التهاون مع هذا النوع من الجرائم، خاصة عندما تتورط فيها الأم، وهي التي من المفترض أن تكون مصدر الحماية والرعاية، لا الأذى والانتقام.

وبرزت دعوات إلى تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني والجهات الرقابية لرصد أي مؤشرات على وجود خطر داخل الأسر قبل تفاقمه، خاصة في المناطق الريفية التي تعاني من مشكلات اجتماعية واقتصادية حادة.

جريمة في قنا، طفل في نهر النيل، أم ترمي طفلًا، ربة منزل تقتل طفلًا، انتقام من قريبة، مركز دشنا، محافظة قنا، جرائم أسرية، اختطاف أطفال، الإنقاذ النهري، أخبار مصر، حوادث قنا، جرائم ضد الأطفال، قضايا المجتمع المصري