تليجراف الخليج - في حادث مأساوي اهتزت له إندونيسيا، لقيت امرأة حامل مصرعها بعد أن هاجمها تمساح ضخم، بينما كانت تطهو الغداء في منزلها، الذي غمرته مياه الفيضان.

الضحية، التي تُدعى منيرة وتبلغ من العمر 28 عاماً، كانت تقف في مطبخ منزلها المبني على ركائز خشبية في شمال كاليمانتان، عندما باغتها الحيوان المفترس، وغرس أنيابه في ساقها، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وروت آنا ماريا، شقيقة الضحية، تفاصيل اللحظات المروعة قائلة إنها هرعت إلى المطبخ، بعد سماع صرخات شقيقتها المفزوعة، لتجدها متمسكة بغصن شجرة في محاولة يائسة للنجاة.

وعندما هرعت للبحث عن أداة للدفاع عنها، عاد التمساح ليجرّ منيرة إلى المياه العكرة، قبل أن يعثر القرويون لاحقاً على جثتها تطفو فوق مياه الفيضان.

وذكر قائد الشرطة المحلية أن الضحية، التي كانت في شهرها الثامن من الحمل، لم تتمكن من مقاومة التمساح الضخم، وفارقت الحياة، بعدما سُحبت وغرقت.

وأضاف أن الأمطار الغزيرة التي تسببت في فيضان نهر مامبولو، دفعت التماسيح إلى الاقتراب من المناطق السكنية، ما رفع من خطر وقوع مثل هذه الهجمات القاتلة.

يُعيد هذا الحادث تسليط الضوء على الخطر المتزايد الذي تواجهه القرى الإندونيسية، بسبب التغيرات البيئية والتعديات البشرية على الطبيعة، حيث أدى الصيد الجائر وفقدان الموائل الطبيعية إلى دفع التماسيح – التي يبلغ عدد أنواعها في إندونيسيا 14 نوعاً، بينها تمساح المياه المالحة الشرس – إلى الاقتراب من البشر بشكل غير مسبوق.

وأظهرت إحصاءات قاعدة بيانات "كروك أتاك" المستقلة أن إندونيسيا سجلت العام الماضي أعلى عدد لهجمات التماسيح في العالم، بواقع 179 حالة، بينها 92 وفاة.

ودعا الخبراء وسكان القرى الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة للحد من هذه الهجمات القاتلة، مؤكدين أن حماية البشر يجب أن تسير جنباً إلى جنب، مع الحفاظ على الحياة البرية.

وفي مشهد مأساوي آخر، شهدت إندونيسيا الأسبوع الماضي وفاة صبي يبلغ من العمر 13 عاماً، بعدما التهمه تمساح أمام أعين أصدقائه أثناء محاولته استعادة كرة سقطت قرب نهر، ليختفي فجأة بين فكي الحيوان المفترس.

هذه الحوادث المتكررة تثير تساؤلات ملحة حول الحاجة لإيجاد حلول عاجلة تضمن سلامة السكان، في ظل استمرار تعرّض القرى الإندونيسية لمخاطر هجمات التماسيح المميتة.