نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: غزة.. العودة إلى المنازل ممر إجباري نحو الموت - تليجراف الخليج اليوم السبت 31 مايو 2025 03:09 صباحاً
المستويات الصعبة التي بلغتها حرب التجويع والترويع في قطاع غزة، أجبرت المئات من النازحين إلى التسلل نحو منازلهم، ففي ظل الغارات الهستيرية المتواصلة على مدار الساعة، لم يعد وصول المواطنين إلى بيوتهم التي هجروا منها عنوة، بالأمر الهين، وخصوصاً بعد أن تحولت بلدات عدة في قطاع غزة إلى مناطق عازلة، أو حمراء .
كما يسميها غزيون، إذ من يصلها في الغالب لا يعود إلا مضرجاً بدمه. لكن حاجة المواطنين للملابس والأغطية ومستلزمات أساسية أخرى، دفعت بالكثيرين للمغامرة، بالعودة إلى منازلهم، لجلب بعض الاحتياجات الضرورية، وإن انطوى الأمر على خطورة بالغة، وثمن باهظ.
«ما الذي دفعك إلى المر، قال الذي أمر منه»، هكذا لخص موسى الحلاق من خان يونس، واقع الحال بالنسبة للنازحين، الذين خرجوا من منازلهم تحت القصف ودون أن يتمكنوا من اصطحاب أمتعتهم، ولم يجدوا بداً من العودة إليها ولو خفية، رغم استمرار استهداف المنازل، بما فيها المدمرة أو المتضررة بشكل جزئي. يروي الحلاق لـ«تليجراف الخليج»:
«أجبرتنا الغارات العنيفة التي تعرضت لها خان يونس على الخروج من منازلنا على عجل، ودون أن نتمكن من جلب أغراضنا معنا، وحين وصلنا إلى منطقة المواصي، شعرنا بحاجتنا للكثير من المستلزمات، وأهمها الفرش والأغطية والملابس وما تبقى لدينا من طعام، ما دفعنا للمقامرة، والتسلل إلى المنازل لإحضار بعض الاحتياجات».
ونوه الحلاق بأن العشرات من المدنيين، لقوا حتفهم أو أصيبوا بجراح، لا لذنب اقترفوه، إلا لأنهم حاولوا العودة إلى منازلهم، لإحضار بعض المستلزمات، التي يمكن الاستعانة بها على رحلة النزوح المتواصلة منذ بداية الحرب، مشيراً إلى أن الطائرات الحربية والمسيرة تتربص بكل من يقترب من المناطق العازلة.
مخاطر
وفي رحلة أخرى تحفها المخاطر من كل جانب، يغامر أسعد جادالله بحياته، سعياً للوصول إلى أرضه الزراعية جنوب خان يونس، لقطف بعض الثمار الناضجة، وإطعام أولاده الجوعى، لافتاً إلى أن المنطقة التي يطلق عليها قيزان النجار، تعد آخر سلال الخضار التي أجبر المزارعون على تركها، وكانوا يعولون عليها كثيراً في التغلب على المجاعة المستشرية.
وقبل أن تكون إشراقة الشمس قد اكتملت، يتسلل جادالله إلى أرضه، حيث لم يبقَ لأسرته شيء تسد به الرمق، ويتساءل: «هل كان أحد يتوقع أن يصبح وصوله إلى منزله أو أرضه مغامرة قد تكلفة حياته؟..
الحرب حولت معيشتنا إلى جحيم لا يطاق، وغيّرت مجرى حياتنا بين الدمار والقذائف والصواريخ». وأشار إلى أن حاله هذا يعكس أحوال العشرات من المزارعين، الذين يحاولون الوصول إلى أراضيهم وجني محاصيلهم، لإطعام عائلاتهم، وبيع ما يزيد على حاجتهم في الأسواق، لكنهم أصبحوا يواجهون الموت مع كل محاولة.
في قطاع غزة، الطريق إلى البيت أو الأرض أصبح ممراً إجبارياً نحو الجحيم، ومن ينجُ من القصف، ربما لا يسلم من القنابل الموقوتة والقذائف غير المنفجرة، التي تملأ أشباه الشوارع وحولتها إلى حقول ألغام، ومع تصاعد الغارات الهستيرية على قطاع غزة، اضطر الآلاف للنزوح مجدداً، فتمتلئ الشوارع بالعائلات الهاربة من جحيم القصف، وترى الأطفال يصرخون، بينما أمهاتهم لا يحملن إلا الخوف والذهول، ولا يقوين على حمل ما تبقى من مستلزمات.
0 تعليق