الرياض - ايمان الباجي - شهدت ألعاب العالم المفتوح زيادة ملحوظة في شعبيتها على مر السنين، حيث توفر عوالم متنوعة للاستكشاف والبقاء وبناء الحياة فيها. يكمن جزء من جاذبيتها في عدم الالتزام بخط سير محدد، مما يتيح للاعبين حرية متابعة القصة (إن وُجدت) وفق وتيرتهم الخاصة، مع وجود الكثير للقيام به واكتشافه على طول الطريق.

ورغم أن العديد من ألعاب العالم المفتوح تقدم تجارب مريحة وممتعة، إلا أن بعض العوالم ليست بهذه المتعة في التنقل. حيث تفرض بيئات قاسية وحياة برية شرسة وسكان عدائيون تحديات مستمرة أمام اللاعبين، ما يجعلها من أخطر العوالم المفتوحة التي تعرضهم باستمرار لمواقف خطيرة.

ملحوظة: تُعتبر العوالم المفتوحة المذكورة خطرة بسبب التهديدات النشطة فيها، وليس بسبب نقص الموارد أو الحاجة لإدارة الإحصائيات. هذه الألعاب ليست بالضرورة الأصعب أو الأكثر تعقيدًا.

The Long Dark

البيئة هي العدو الأكبر للاعب

توجد العديد من ألعاب البقاء في العوالم المفتوحة، لكن لعبة The Long Dark تبرز ببيئاتها القاسية بشكل خاص. يجد اللاعبون أنفسهم محاصرين في براري كندا المثلجة بعد عاصفة مغناطيسية قطعت التيار الكهربائي، وعليهم البقاء على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة.

تركز The Long Dark بشكل كبير على الطقس والتهديدات الطبيعية. تجعل العواصف الثلجية والضباب، بالإضافة إلى البرد القارس، عملية التنقل واكتشاف المخاطر الأخرى أصعب بكثير. كذلك الحال مع المياه المكهربة والجليد الضعيف، إذ يمكن أن تكون مميتة. تُضاف هذه المخاطر إلى وجود الذئاب والدببة، مما يجعل البقاء على قيد الحياة تحديًا حقيقيًا.

Sea Of Thieves

التعامل مع البحار غير المتوقعة

أما حياة القرصان، فهي مليئة روح الصداقة ووعد الكنز والمغامرات والمعارك البطولية. تقدم Sea of Thieves كل ذلك في لعبة جماعية على الإنترنت. يبحر اللاعبون في عالم مفتوح، ويكملون مهمات للشركات التجارية مقابل الذهب والشهرة.

لكن الأمور ليست دائمًا سهلة. يواجه اللاعبون خلال رحلاتهم العديد من المخاطر، بدءًا من البرق والانفجارات على متن السفينة وصولًا إلى الوحوش البحرية، هذا بالإضافة إلى جيوش الهياكل العظمية واللاعبين المنافسين الذين لا يرحمون. يُفضل جمع طاقم كامل لزيادة فرص النجاة في مواجهة هذه الأخطار البحرية.

Dying Light

حتى البشر ليسوا أصدقاء للاعبين

في الوقت الحالي، تزخر ألعاب البقاء والرعب بقصص الزومبي. ومع أن الكثير منها يتبع نفس نمط الصناعة والقتل، تبرز لعبة Dying Light كتجربة أكثر رعبًا بفضل أسلوبها السريع المعتمد على الباركور والتركيز على القتال القريب.

تعد “Volatiles” من أخطر أنواع المصابين، حيث تظهر ليلًا وتتمتع بقوة وسرعة خارقة تمكنها من مطاردة اللاعبين عبر أسطح المباني. إلا أن الزومبي ليسوا التهديد الوحيد؛ فالبشر والعصابات من الفصائل المتناحرة يشكلون خطرًا لا يستهان به أيضًا. الشعور بالأمان في مدينة Harran يُعتبر رفاهية نادرة.

Subnautica

مخاطر مجهولة تكمن تحت الماء

يعتبر الخوف من المياه العميقة والواسعة أمرًا شائعًا، وله ما يبرره. فنحن ككائنات برية نشعر بأن الحياة تحت الماء غير طبيعية ومخيفة. ورغم أن Subnautica ليست لعبة رعب بحتة، إلا أنها تستغل هذه المخاوف بمهارة فائقة.

بعد أن يهبط اللاعب اضطراريًا على كوكب غريب، يجب عليه جمع الموارد للبقاء على قيد الحياة وكشف أسرار هذا الكوكب. تتضمن تحديات المحيط الحياة البحرية المصابة، والكائنات الفضائية العدائية، والوحوش العملاقة. لكن ربما يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق هو احتمال الضياع تحت الماء وعدم القدرة على الوصول إلى السطح في الوقت المناسب.

S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart Of Chornobyl

استكشاف الحياة في منطقة تشيرنوبيل المحظورة

واجهت سلسلة S.T.A.L.K.E.R. نوعًا من الركود بعد إصدار Call of Pripyat في عام 2009. ومع ذلك، أثار إصدار S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl في عام 2024 اهتمامًا جديدًا بالسلسلة، حيث بُنيت اللعبة على الأسس التي وضعتها الألعاب السابقة بشكل متين.

رغم أن مناطق الحظر في جميع الألعاب تشكل خطرًا بحد ذاتها، إلا أن العالم في Heart of Chornobyl يبدو أكثر خطورة بكثير. تزداد التحديات مع وجود ظواهر شاذة أكبر وأكثر فتكًا، ومسوخ قوية، وفصائل عدائية، وإشعاعات وعواصف انبعاثية، مما يجعل كل خطوة مخاطرة.

Fallout 3

التدهور البيئي والمجتمعي

عندما يتحدث الناس عن الألعاب التي تدور في عالم ما بعد الكوارث، غالبًا ما يتصدر اسم Fallout النقاشات. تدور أحداث اللعبة بعد حرب نووية، لذا ليس من المستغرب أن يكون العالم فيها غير مرحب بالسكان، لكن Fallout 3 تبرز بشكل خاص بجوها الكئيب. على الرغم من وجود شعور غامض بإعادة بناء المجتمع، إلا أن المشهد الطبيعي وسكانه لا يرحمون.

تعد Capital Wasteland موطنًا لمسوخ ضخمة عدوانية ومليئة بكائنات Deathclaws الخطيرة، وتقوم بحراستها مجموعة Enclave المتعصبة، لكن العقبة الأكثر شيوعًا واستمرارًا هي الإشعاع. يُعد العالم المفتوح في Fallout 3 بالتأكيد مكانًا خطيرًا، حيث إن الأرض نفسها تحمل تهديدات قاتلة بقدر كافٍ.