في إطار التعليمات الصارمة القاضية بعدم السماح ببيع أضاحي العيد، تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية، والتي دعت المواطنين إلى الاستغناء عن ذبح الأضحية هذا العام حفاظاً على القطيع الوطني الذي تضرر جراء توالي سنوات الجفاف، تواصل السلطات المحلية بمختلف ربوع المملكة تكثيف تدخلاتها الميدانية لضمان التطبيق الصارم لهذه التوجيهات.

وقد داهمت السلطات المحلية مساء أمس الخميس "كراجاً" بحي درب غلف بمدينة الدار البيضاء، كان يُستغل في بيع الأضاحي بشكل سري، في تحدٍّ واضح للقرارات الرسمية، وأسفرت العملية عن حجز عشرات رؤوس الأغنام التي كانت معدّة للبيع، بينما تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حق مالك المكان، وسط تأكيدات بأن الحملات ستستمر ولن تتهاون مع أي محاولة لخرق القرار الملكي.

وفي السياق ذاته، أقدمت السلطات المحلية بإقليم آسفي، صباح اليوم الجمعة، على منع "الكسابة" من إدخال المواشي إلى السوق الأسبوعي “جمعة اسحيم”، حيث تم التصدي لمحاولات عرض الأضاحي للبيع منذ الساعات الأولى من الصباح. وقد جاء هذا التدخل عقب ما شهدته بعض الأسواق من فوضى واكتظاظ بسبب الإقبال الكبير من المواطنين، في مشهد يهدد بخرق التوجيهات الملكية ويقوض جهود الحفاظ على الثروة الحيوانية الوطنية في ظل توالي سنوات الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف.

السلطات شددت، عبر مختلف مصالحها، على أن المرحلة تقتضي التضامن والانضباط، كما أن الاستجابة الواسعة التي لقيتها دعوة الملك محمد السادس من قبل فئات كبيرة من الشعب المغربي، تشكل دليلاً على وعي جماعي متزايد بخطورة الظرفية الراهنة، وضرورة تغليب المصلحة العامة على العادات المرتبطة بعيد الأضحى، مهما كانت رمزيتها الدينية والاجتماعية.