في كشف إعلامي جديد، سلّط برنامج "فوق السلطة" الذي يُعرض على قناة الجزيرة الضوء على ما وُصف بأنه فصل جديد من فصول الاستغلال والخذلان في حياة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، حيث كشف البرنامج عن قيام الأسد بتهريب ثروات مالية ضخمة إلى روسيا، متخليًا في الوقت نفسه عن أحد أقرب رجاله، مرافقه ومسؤول أمنه الشخصي، محسن محمد، الذي تُرك دون مأوى في العاصمة الروسية موسكو.

مرافق يُترك خلفه في موسكو

نقل البرنامج عن المحامي اللبناني جوزيف أبو فاضل، أن الأسد سافر إلى موسكو مصطحبًا محسن محمد، الذي كان يتولى مهمات أمنية خاصة وحساسة، لكن المفاجأة وقعت عندما تخلّى عنه الأسد بشكل مفاجئ، وتركه يتساءل عما إذا كان سيبقى في الفندق على نفقته الشخصية أو سيضطر للمغادرة دون وجهة واضحة.

المشهد يكتسب دلالات صادمة، ليس فقط لتخلي الرئيس عن أحد رجاله المقربين، بل لأن هذا التخلي جاء متزامنًا مع تهريبه لثروات طائلة إلى الخارج، وكأن الأولوية كانت للأموال فقط، لا للوفاء أو العلاقات الشخصية. ووفق البرنامج، اضطر محسن محمد للعودة إلى قاعدة حميميم الروسية في سوريا بعد أن تُرك لمصيره، وهو اليوم جزء من عملية تسوية يُشرف عليها النظام الجديد بقيادة أحمد الشرع، الذي يحظى بدعم روسي واضح.

ثروة الأسد.. مليارات بلا حساب

البرنامج لم يتوقف عند الحادثة الشخصية بل وسّع الدائرة ليتناول حجم الثروة المهربة من قبل عائلة الأسد، حيث أشار إلى تقديرات تصل إلى ما بين 12 و16 مليار دولار أمريكي، بحسب ما أورد موقع قناة "فرانس 24". هذه الأرقام الضخمة لا تشمل الممتلكات الأخرى التي يصعب تتبعها، وعلى رأسها السبائك الذهبية التي فشل الأسد في إخراجها من سوريا قبل هروبه، وفقًا للباحث سكوت لوكاس المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جامعة برمنغهام البريطانية.

سخرية "فوق السلطة" من شعارات الأسد

مقدم البرنامج نزيه الأحدب علّق ساخرًا على ما جرى، ووجّه كلماته إلى من وصفهم بأنهم صدحوا بهتافات "الأسد أو نحرق البلد" و"شبيحة للأبد لأجل عيونك يا أسد"، في تلميح إلى المفارقة بين تلك الشعارات العاطفية من جهة، والواقع البارد الذي تجلى في موسكو من جهة أخرى، حين تُرك مرافق الأسد في فندق دون حتى ثمن الإقامة.

ملامح تحوّل في المعادلة السورية

ما كشفه البرنامج يفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول ما إذا كان ما يحدث هو مجرد تصفية حسابات فردية، أم أنه إشارة على بداية مرحلة جديدة في العلاقة بين موسكو والنظام السوري، التغيرات الجارية في الميدان السياسي السوري، خصوصًا ما يتعلق بتقدم شخصية مثل أحمد الشرع، تشير إلى إمكانية حدوث إعادة ترتيب للسلطة والنفوذ، وقد يكون تخلي الأسد عن أقرب رجاله مجرّد مقدمة لصراع أوسع على النفوذ بين الحلفاء السابقين

بشار الأسد، موسكو، تهريب الأموال، أحمد الشرع، محسن محمد، قناة الجزيرة، فوق السلطة، نزيه الأحدب، شبيحة، ثروة الأسد، السبائك الذهبية، حميميم، فرنسا 24، سكوت لوكاس، النظام السوري، روسيا، قاعدة حميميم، الفساد في سوريا، الثورة السورية، العلاقات السورية الروسية