نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: فاطمة المزروعي: الأدب الإماراتي جدير بالوصول للقارئ العالمي - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 2 يونيو 2025 12:16 صباحاً
أكدت الكاتبة الإماراتية فاطمة المزروعي رئيس قسم الأرشيفات التاريخية في الأرشيف والمكتبة الوطنية، أن الأدب الإماراتي زاخر بالتجارب الغنية التي تستحق أن تصل للقارئ العالمي.
لدى المزروعي أكثر من 20 إصداراً في الشعر والمسرح والقصة والرواية والمقال والبحث، وفازت بـ 19 جائزة في مجال الأدب والثقافة، صدر لها مؤخراً رواية «ليلة الخلود»، التي تعتبر تجربة سردية مختلفة عن تجاربها السابقة، فهي تأخذ القارئ إلى عوالم نفسية عميقة تتقاطع فيها دهاليز عالم الألعاب الإلكترونية بالواقع، والحلم بالحقيقة.
وأشارت المزروعي إلى أن هذه الرواية تدور حول فكرة الخلود لا بوصفه امتداداً بيولوجياً فقط، بل كحالة روحية ومعرفية يبحث فيها الإنسان عن أثره في هذا العالم، فبطل الرواية يعيش صراعاً بين عالمه الحقيقي والآخر الإلكتروني، حيث تجره تلك الألعاب إلى لعبة تبدو في ظاهرها ترفيهية، لكن سرعان ما يجد نفسه مع أصدقائه في عالم افتراضي غامض وتحديات وقوانين خطرة، فبريق الذكاء الاصطناعي، الذي يبدو جميلاً من الخارج، يُخفي في طياته عالماً مخيفاً يتطلب الحذر والتوجيه.
وأشارت إلى أنه تم مؤخراً أيضاً ترجمة روايتها «كمائن العتمة» إلى اللغة الهندية، ما شكل فارقاً في مسيرتها الأدبية وفتح لها نافذة جديدة على جمهور واسع في شبه القارة الهندية، وأسهمت في توسيع نطاق التلقي الثقافي للأدب الإماراتي، مؤكدة أن الترجمة ليست وسيلة لنقل النص فقط، بل أداة لنقل الهوية والسرد المحلي إلى العالم.
وقالت: «الأدب الإماراتي زاخر بالتجارب الغنية التي تستحق أن تصل للقارئ العالمي، ولكن ذلك يتطلب جهوداً أكبر في مجال الترجمة الاحترافية، والدعم المؤسسي، والتسويق الثقافي، فالترجمة تجعل من الكاتب سفيراً لبلده، ومن العمل الإبداعي جسراً للحوار بين الثقافات».
وأوضحت أن «كمائن العتمة» تتحدث عن معاناة المرأة في المجتمعات والقيود التي تفرض عليها وتكبلها، حيث المجتمع يرسم لها مسار حياتها، غير عابئ برغباتها وطموحاتها أو مشاعرها.
حصلت المزروعي مؤخراً على منحة متحف زايد الوطني، وذلك عن بحثها الذي تناول التعليم في فترة الخمسينيات والستينيات، وهو نتاج قراءة في وثائق قصر الحصن، حيث تمثّل الوثائق في الأرشيف الوطني كنزاً تاريخياً يمكن الاستفادة من،ه وبالأخص أن الكاتبة تستخدم أسلوبها السردي وتستفيد من دراستها في تخصص التاريخ والعلوم السياسية التي سوف تساهم في عملية التوثيق.
وقالت: «تشكل المنحة دعماً نوعياً للبحث الثقافي والتاريخي، وهي تتجاوز البعد المادي إلى الإيمان بقيمة التوثيق والمعرفة، حصولي على هذه المنحة أتاح لي الغوص في أرشيف نادر يخص تاريخ الإمارات، ما ساعدها على بناء سرديات تستند إلى حقائق ووثائق، وتمنح القارئ فهماً أعمق للتحولات التي شهدتها بلادنا، هذه المنحة تمثّل استثماراً في الذاكرة الوطنية، وهي مهمة جداً للأجيال القادمة، لأنها تؤسس لجيل من الباحثين والكتّاب الذين يعون أهمية التأريخ والتحقيق العلمي، ويعيدون صياغة الرواية الوطنية بعين نقدية وعلمية، دون أن تفقد دفئها الإنساني».
0 تعليق