«مادلين» إلى غزة.. مركب صغير وضمير كبير - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «مادلين» إلى غزة.. مركب صغير وضمير كبير - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 2 يونيو 2025 01:17 صباحاً

يبدو أن غزة على موعد مع «مادلين»، التي انطلقت من إيطاليا تمخر عباب البحر، وعلى متنها إغاثة إنسانية، وترفع أعلام الحرية وتحدي الحصار. السفينة «مادلين» غادرت أمس، مرفأ كاتانيا في جزيرة صقلية الإيطالية، تشقّ البحر الأبيض المتوسط باتجاه شاطئ غزة. على متن المركب الخشبي، ارتفعت أعلام على «سفينة الحرية»، وهو الاسم الذي حملته سلسلة سفن إنسانية سابقة، إذ إن الحصار على غزة بات في عمر كثيرين من المتضامنين الأجانب معها. تأتي السفينة مدججة بنوايا تحدي الحصار المزمن، الذي يخنق أكثر من مليوني إنسان منذ ما يزيد على 18 عاماً. يقول منظمون إن الخطوة بالدرجة الأولى رمزية، إذ إن السفينة الخشبية ليست كبيرة، والمساعدات التي تقلها متواضعة، لكنها محمّلة بصوت الضمير الإنساني.

«نحن نفعل هذا لأنه مهما كانت الصعوبات التي تواجهنا، فإنه يتعين علينا الاستمرار في المحاولة؛ لأن اللحظة التي نتوقف فيها عن المحاولة هي اللحظة التي نفقد فيها إنسانيتنا».

.. كذا تحدثت لوكالة رويترز على سطح السفينة الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، وهي اعتادت خوض المعارك البيئية. وأضافت «مهما كانت خطورة هذه المهمة، فإنها لا تقارن بخطورة صمت العالم أجمع في وجه الإبادة الجماعية للأرواح».

وإلى جانبها وقف الممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، الذي اكتسب شهرته من الشاشة، لكنه اليوم ينتقل إلى خشبة الواقع. يقول «أذهب مع هؤلاء لأن الصمت في وجه الجرائم هو مشاركة فيها. غزة لا تحتاج إلى ممثلين، بل إلى من يتمثلون الضمير الإنساني».

أما تحالف «أسطول الحرية»، الذي نظم هذه الرحلة، فيقول في بيان على موقعه الرسمي: «هذه ليست رحلة خيرية، بل تحرك مباشر وسلمي لتحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني وجرائم الحرب المتصاعدة».

رحلة سابقة

هذه المحاولة تأتي بعد فشل رحلة سابقة في مايو الماضي، حين تعرّضت السفينة «كونشيس» لهجوم بطائرتين مسيّرتين قبالة مالطا، وهو ما وصفه التحالف حينها، في بيان رسمي، بـ«الاعتداء المباشر على الحق في الحياة والملاحة الحرة».

رغم ذلك، فإن المتضامنين مع غزة لا يظهرون أي تراجع، حيث يقول أحد أفراد الطاقم، وهو طبيب فرنسي شارك في قوافل سابقة «نعلم أنهم قد يعترضوننا، وقد لا نصل. لكن السفن التي لا تُبحر تموت، ونحن نُبحر لأن غزة ما زالت تنبض».

المؤكد أن «مادلين» انطلقت نحو غزة المحاصرة. لكنها إلى جانب كل ما تحمل من مساعدات ورسائل رمزية وأبعاد إنسانية، تحمل على متنها الحمل الأثقل متمثلاً بالسؤال: هل تصل إلى غزة الجائعة أم تواجه مصير سابقاتها؟

ومع كل شراع يدفع مركباً خشبياً إلى شعب محاصر جائع منكوب، تُرفع صلوات الأرض والضمير، لعل هذا المركب ينجو وينقذ ما تبقى من إنسانية في هذا العالم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق