ما السر وراء الأضواء في السماء بعد الزلازل؟ - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ما السر وراء الأضواء في السماء بعد الزلازل؟ - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 01:06 مساءً

عقب بعض الزلازل حول العالم، تنتشر الأحاديث والأقاويل عن آشعة الليزر، والأجهزة العملاقة للتحكم في الزلازل وقيادة بعض الدول لتكنولوجيا التحكم في القشرة الأرضية، مع فيديوهات وصور لأضواء في السماء يردد أصحابها أنها رُصدت بعد الزلزال وكونها دليل دامغ على التكنولوجيا المستخدمة لاستثارة القشرة الأرضية، والواقع أن الوضع ليس كذلك على الإطلاق، فترة ما السر وراء الأضواء في السماء بعد الزلازل وهل هي حقاً مرتبطة بتكنولوجيا ما تتحكم في القشرة الأرضية؟

ظهرت العديد من التقارير والأحاديث لناشطين بل وصناع محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، تحدثوا فيها عن ظهور أضواء ما بعد زلزال شعرت به مصر مؤخراً، وراح الناس يتحدثون عن المؤامرات وغيرها من النظريات، البعيدة كل البعد عن الواقع، حيث أن أضواء ما بعد الزلازل ظلت عبر العصور مادة خصبة لنظريات المؤامرة، من بينها تلك المتعلقة بالكائنات الفضائية أو مشروع "هارب" الأمريكي الشهير، للتحكم في القشرة الأرضية، ولكن تلك الأضواء هي حدث علمي أو بصيغة أدق فيزيائي نادر يعقب بعض الزلازل حول العالم.

العلم يقول

ووفقاً لما توصل إليه كل من البروفيسور د. أُلكو أُلوسوي والدكتور نيل وايتهيد، في دراسة نُشرت في عدد يناير 2019 من مجلة "العلوم الأرضية التركية" الصادرة عن "توبيتاك"، فإن الظاهرة المعروفة بـ"أضواء الزلازل" ليست خرافة، بل ظاهرة نادرة ولكن حقيقية، وقد تم توثيقها في زلازل حدثت في كل من تشيلي ونيوزيلندا ورومانيا وبيرو ومدينة فان التركية.

وتشير الدراسة إلى أنه إذا شوهد ضوء في أثناء استمرار الهزات الأرضية، دون أن يصاحبه أي صوت، وكان له شكل نصف دائري واستمر لأقل من ثانية واحدة، فإن احتمال كونه ضوء زلزال يصل إلى 95%.

ويرجع العلماء تلك الظاهرة، لتحرك كم من الغازات نتيجة فجوات بين القشرة الأرضية، تلك الغازات تتفاعل مع الغازات الموجودة في الجو، فينتج عن الأمر في بعض الأحيان تلك الأضواء الخضراء أو الزرقاء.

وتناولت الدراسة أيضاً التمييز بين الأضواء التي تحدث نتيجة الظواهر الجيولوجية، وتلك التي تنتج عن التحميل أو الانفجارات في خطوط الطاقة الكهربائية. فبينما تمت دراسة توهجات رُصدت على خطوط نقل الطاقة في أماكن مختلفة، خلص الباحثون إلى أن "أضواء الزلازل" تختلف من حيث النشأة والخصائص عن الانبعاثات الناتجة عن خطوط الكهرباء، مؤكدين أن الحديث عن هذه الأضواء يعود إلى ما قبل اختراع الكهرباء أصلاً.

ألوان الطيف ودلالاته

الدراسة أوضحت أيضاً أن تسجيلات الفيديو التي تم تحليلها أظهرت بوضوح ألواناً زرقاء وفيروزية، مشيرة إلى أن الألوان قد تكون نتيجة لتفاعلات في الغلاف الجوي، مثل تأين غاز النيتروجين الذي يعطي اللون الأزرق، أو تأين الأوكسجين الذي ينتج اللون الأخضر، كما أشارت إلى أن اللون الأحمر الأورغواني – وإن كان نادراً – قد ينتج عن نيتروجين غير مؤين، ويختلف تدرجه بحسب بُعده عن مركز الضوء.

ورغم أن الدراسة توثق ظاهرة طبيعية نادرة ومدهشة، إلا أنها في الوقت ذاته تنفي الربط بين هذه الأضواء وأي تدخلات بشرية مثل "مشروع هارب" أو أجسام طائرة مجهولة. وعلى الرغم من استمرار انتشار مقاطع مصورة للأضواء في لحظات ما قبل الزلازل، فإن العلماء يحذرون من الانجراف وراء التفسيرات غير العلمية.

باختصار، تبدو "أضواء الزلازل" أقرب إلى كونها ظاهرة فيزيائية نادرة، وليست نتاج نظريات المؤامرة، كما يحاول البعض تصويرها. ومع تطور تقنيات التصوير والرصد، بات من الممكن دراسة هذه الظواهر بقدر أكبر من الدقة والحياد العلمي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق