نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: لماذا يُطلب من ركاب الطائرة إبقاء المقاعد في وضع مستقيم أثناء الإقلاع والهبوط؟ - تليجراف الخليج اليوم الخميس 5 يونيو 2025 11:41 صباحاً
يُطلب من الركاب في كل رحلة جوية تقريباً إعادة مقاعدهم إلى الوضعية المستقيمة خلال مرحلتي الإقلاع والهبوط، لكن كثيرين لا يدركون أن هذا الطلب ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو جزء أساسي من معايير السلامة التي تفرضها الهيئات الدولية للطيران، ويهدف لحماية الركاب في أكثر لحظات الرحلة خطورة.
تُعد مرحلتا الإقلاع والهبوط من أكثر المراحل حساسية خلال الطيران، حيث تزداد فيهما احتمالات وقوع الحوادث أو الطوارئ مقارنة ببقية وقت الرحلة، ولهذا السبب، تؤكّد شركات الطيران على تطبيق مجموعة من التعليمات الوقائية، منها إبقاء المقعد في وضعه القائم، وتخزين الطاولات القابلة للطي، وفتح الستائر عند النوافذ، وفقا لـ The Indian Express.
يشير العقيد راجغوبالان، مؤسس مركز التدريب "أفييشن ترينينغ إنديا"، إلى أن إبقاء المقعد في وضعه العمودي يسمح للراكب بأن يكون في وضعية أفضل تمكنه من رد الفعل بسرعة في حال حدوث اضطراب جوي أو طارئ يستدعي اتخاذ وضعية الاستعداد أو المساعدة في عملية الإخلاء.
ويضيف: "المقعد المائل قد يُعرض الراكب ومن يجلس خلفه لخطر الإصابة في حال حدوث تصادم مفاجئ أو توقف قوي للطائرة".
من الناحية الميكانيكية، المقعد المستقيم يعني أنه مُثبت في مكانه ولن يتحرك للأمام أو للخلف، ما يوفر دعماً أفضل لظهر الراكب ويقلل من خطر الارتطام بالمقعد الأمامي. في المقابل، وضعية الاستلقاء تضعف هذا الدعم وقد تسبب إصابات للرأس أو الظهر عند حدوث ارتجاج أو اصطدام، لا سيما إذا ارتطم رأس الراكب بالمسند الأمامي.
ويؤكّد الخبير في شؤون الطيران، دهايريشيل فانديكار، أن هذه التعليمات مبنية على توصيات المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO)، والتي تُلزم شركات الطيران بتطبيقها عبر الجهات الوطنية المعنية كهيئة الطيران المدني.
وتوضح هذه التوصيات أن العروض الشفوية والمرئية التي يقدمها طاقم الطائرة قبل الإقلاع لا تهدف فقط للتوعية، بل لضمان استعداد الركاب نفسيا وجسديا للاستجابة الفورية في حال وقوع طارئ.
ومن بين الأسباب الأخرى لاعتماد هذا الإجراء، هو تسهيل إخلاء الطائرة عند الضرورة. فحين تكون المقاعد قائمة، يكون الممر أكثر اتساعا وسهولة للحركة، سواء للراكب الذي يحتاج إلى الهروب أو للمسعفين وطاقم الطائرة الذين قد يضطرون للتنقل بسرعة.
رغم أن الركاب يمكنهم إمالة المقاعد في الأوقات الآمنة من الرحلة لأجل الراحة، إلا أن احترام التعليمات المتعلقة بوضع المقعد في الأوقات الحرجة ليس خيارا، بل ضرورة تهدف لحماية الجميع. في حال وقوع حادث، قد يكون هذا التفصيل الصغير هو ما يصنع الفرق بين الإصابة والنجاة.
ويعد الالتزام بتعليمات الطاقم، وخاصة ما يتعلق بوضعية المقعد، ليس مجرد طاعة لقواعد الطيران، بل مساهمة مباشرة من الراكب في الحفاظ على سلامته وسلامة من حوله.
0 تعليق