«العيدية».. موروث اجتماعي يرسخ روح العطاء - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «العيدية».. موروث اجتماعي يرسخ روح العطاء - تليجراف الخليج اليوم الخميس 5 يونيو 2025 11:55 مساءً

تُجسد العيدية في المجتمع الإماراتي أحد المظاهر الراسخة المرتبطة بالعيد، والتي تجمع بين الفرح والتقاليد وتُعبر عن قيم الكرم والتواصل بين الأجيال، ورغم تغير الزمن وتنوع وسائل التواصل وتطور أنماط الحياة، لا تزال العيدية تحافظ على مكانتها كطقس اجتماعي أصيل يتجدد مع كل عيد، حاملاً معه البهجة ومعبّراً عن الامتنان وروح العطاء.

وأكد عدد من كبار المواطنين أن العيدية تُعد رمزاً للعلاقات الطيبة ووسيلة لإحياء روح التقارب والتراحم داخل العائلة والمجتمع.

وأشار محمد السويدي إلى أن العيدية تمثل لحظة محبة يتبادل فيها الناس الفرح بقلوب مفتوحة، وأنها لا تُقدَّم من باب المجاملة، بل من منطلق شعور أصيل بالرغبة في إسعاد الآخرين، خصوصاً الأطفال، لما لها من وقع خاص في نفوسهم.

من جهتها، أوضحت فاطمة بنت خلفان أن تقديم العيدية باليد يترك أثراً لا يمكن تعويضه، لكونه يحمل في طياته مشاعر القرب والاهتمام، مضيفة أن العيدية كانت ولا تزال تُرافقها كلمة طيبة أو دعاء، ما يمنحها طابعاً إنسانياً يتجاوز حدود المناسبة ويُعزز من قيم التواصل الاجتماعي.

بدوره، شدد الوالد سعيد الحمادي على أن العيدية تؤدي دوراً تربوياً لا يقل أهمية عن بعدها الاجتماعي، إذ تُعلّم الأبناء أهمية العطاء والاحترام وتُعزز فيهم الانتماء للعائلة والمجتمع، مؤكداً أن استمرار هذا التقليد يعكس حرص العائلات الإماراتية على نقل قيمها إلى الجيل الجديد بطريقة بسيطة ومؤثرة.

وفي جانب من الموروث الشعبي المرتبط بهذه العادة، أكدت الوالدة عائشة بنت عنون، أن من التقاليد الجميلة التي لا تزال حاضرة حتى اليوم، التوجه إلى المصلى صباح العيد، حيث تُقدَّم العيدية للأطفال المارين في محيط المصلى بعد الانتهاء من صلاة العيد، وتكون الدراهم عادة في يد أصغر طفل في العائلة ليقدّمها بنفسه.

وأضافت: «هذه العادة تزرع الفرح في قلوب الصغار وتُرسّخ في أذهانهم معنى الكرم وقيمة المشاركة، كما تعكس أصالة المجتمع وتمسكه بتفاصيله المتوارثة».

ومع اختلاف الأساليب وتنوع الأجيال، تظل العيدية شاهدة على روحٍ اجتماعية لا تنفصل عن جوهر العيد، ومثالاً حياً على قدرة العادات الإماراتية على الاستمرار والتجدد، دون أن تفقد دفئها ومعناها، حتى وإن تطورت واختلفت أساليب تقديم العيدية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق