نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: بوجه طفل وذكاء شيطاني.. من هو "محمد أميد باجو" الذي أرعب أثرياء البتكوين في فرنسا قبل سقوطه في قبضة الأمن المغربي؟ - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 6 يونيو 2025 01:25 مساءً
بعد سنوات من المطاردة والاختفاء، سقط أخيراً واحد من أخطر المطلوبين لدى العدالة الفرنسية، لكن هذه المرة لم يكن السقوط في باريس أو مرسيليا، بل في مدينة طنجة، حيث نجحت عناصر الأمن الوطني، وباحترافية عالية، في توقيف المدعو باديس محمد أميد باجو، شاب فرنسي من أصل مغربي، صنفته السلطات الفرنسية ضمن قائمة "أخطر العقول الإجرامية".
فمن يكون هذا الاسم الذي أقلق راحة الأجهزة الأمنية في فرنسا، وحيّر حتى مختصي الجريمة السيبرانية؟
باديس، المزداد سنة 2000، نشأ في أحد أحياء باريس العنيفة، حيث العصابات تسود والشوارع لا ترحم. لم يكن طفلاً عادياً، بل امتلك منذ صغره ذكاءً حاداً، لكن للأسف استثمره في الطريق الخطأ، فدخل عالم الجريمة من بابه الواسع، متدرجاً من السرقة إلى التهديد والابتزاز، ليبلغ قمة الإجرام حين تخصص في جرائم العملات المشفرة و"قرصنة" محافظ رقمية لمستثمرين ورجال أعمال.
لكن النقطة السوداء في سجل باجو، والتي صنعت شهرته الدموية، هي قضية خطف وتعذيب أحد مؤسسي شركة "ليدجر" العالمية وزوجته، في مشهد أشبه بأفلام "نيتفليكس"، حيث استُخدمت وسائل تعذيب لإجبار الضحية على تسليم مفاتيح محفظته الرقمية.
وإن كنتم تظنون أن الرجل كان مجرد عنصر ثانوي في عصابة، فأنتم مخطئون... التقارير الأمنية الفرنسية تصفه بـ"العقل المدبر"، و"المايسترو" الذي يُحرّك الخيوط من وراء الستار، بل إنه كان يتنقل بين دول أوروبية وآسيوية بهويات مزورة، وكأنه شبح لا يُرى ولا يُمسك.
السلطات الفرنسية أصدرت في حقه مذكرة توقيف دولية، وأجهزة الأمن ظلت تترصده بالستجيلات والبلاغات، لكن دون جدوى... إلى أن جاء اليوم الذي قرر فيه باجو أن "يختفي" في طنجة، غير مدرك أن الأمن المغربي أصبح رقماً صعباً في معادلة التوقيفات الدولية.
وفي تنسيق محكم مع "الإنتربول"، أوقفت فرقة الشرطة القضائية المعني في مدينة طنجة، وتم وضعه رهن إجراءات الترحيل نحو فرنسا، حيث تنتظره تهم ثقيلة، أقلها الاحتجاز تحت التهديد، التزوير، النصب، والانتماء لشبكة إجرامية منظمة.
القبض على باجو، لا يُعد فقط إنجازاً أمنياً جديداً يُحسب للمغرب، بل يُعطي رسالة واضحة: المغرب لا يُؤوي مجرمين، بل يطاردهم... حتى لو اختبؤوا بين الجدران الصامتة لطنجة القديمة.
0 تعليق