نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أصدقاء الأمس أعداء اليوم .. كيف بدأت المبارزة الملحمية بين ترامب وماسك؟ - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 6 يونيو 2025 03:57 مساءً
تليجراف الخليج - دعا إيلون ماسك إلى مساءلة دونالد ترامب، وسخر من علاقاته بالمُدان بجرائم جنسية مع جيفري إبستين، في الوقت الذي هدّد فيه الرئيس الأمريكي بإلغاء العقود الفيدرالية والدعم الضريبي لشركات مالك "تيسلا"، في شجار استثنائي اندلع بين الحليفين السابقين، يوم الخميس.
هذا التدهور في علاقتهما الوثيقة سابقاً إلى عداء مرير جاء على مدار ساعات مذهلة تبادل خلالها الرئيس الأمريكي وأغنى رجل في العالم؛ إهانات شخصية عميقة تتعلق بأمور كبيرة وصغيرة، بحسب تقرير تحليلي لصحيفة "غارديان" البريطانية.
مواجهة علنية
الهجمات المباشرة على ترامب شكّلت تطوراً جديداً في المواجهة العلنية حول مشروع قانون الإنفاق الجمهوري الذي انتقده ماسك. كان ترامب وماسك حذرين في عدم مهاجمة بعضهما البعض بشكل مباشر، لكن الخميس، تخلى الطرفان عن ضبط النفس مع تصاعد النزاع على منصتيهما.
في أكثر اللحظات جرأة في هذه الملحمة المذهلة، قال ماسك على منصته "إكس" إن سبب عدم إفراج إدارة ترامب عن ملفات إبستين هو أنها تُدين الرئيس، ثم أعاد تغريد منشور يدعو لإقالة ترامب وقال إن تعريفاته الجمركية ستؤدي إلى ركود اقتصادي.
وكتب ماسك: "حان وقت إسقاط القنبلة الحقيقية: دونالد ترامب في ملفات إبستين. هذا هو السبب الحقيقي لعدم نشرها. أتمنى لك يوماً سعيداً يا ترامب"، بعد أن هدّد الرئيس بخفض الدعم لشركات ماسك لأنه سيوفّر "مليارات".
دراما غريبة أكدت إلى أي حد كانت علاقة ترامب وماسك علاقة مصلحة متبادلة، رغم ادعاء البيت الأبيض لشهور أن العلاقة كانت قائمة فقط على انسجام أيديولوجي، بحسب الصحيفة.
شكاوى ماسك
هذه الأحداث دفعت الكاتبة اليمينية آشلي سانت كلير، التي أنجبت الطفل الرابع عشر المعروف لماسك ورفعت دعوى قضائية ضده للمطالبة بنفقة الطفل، إلى التعليق. فكتبت على "إكس" رسالة إلى ترامب: "أخبرني إذا كنت بحاجة إلى نصيحة ما بعد الانفصال".
تراجعت أسهم شركة تسلا، وهي شركة السيارات الكهربائية التابعة لماسك، بنسبة تقارب 15% بعد ظهر الخميس، بالتزامن مع بدء تصريحات ترامب. أما شركة ماسك للصواريخ، سبيس إكس، فهي غير مدرجة في البورصة، لكن منافسيها شهدوا ارتفاعاً في أسهمهم بعد تلك التصريحات.
لأسابيع، اشتكى ماسك من مشروع قانون الميزانية، واستخدم تقدير مكتب الميزانية في الكونغرس (الذي لا يتبع لأي حزب) بأن مشروع القانون سيضيف 2.4 تريليون دولار إلى العجز خلال العقد المقبل، كذريعة لإدانة التشريع ووصفه بأنه "مقزز".
ويبدو أن ترامب، يوم الخميس، فقد صبره أخيراً على شكاوى ماسك. وخلال حديثه في المكتب البيضاوي بحضور المستشار الألماني فريدريش ميرتس الذي بدا عليه الارتباك، سخر ترامب من الكدمة السوداء على وجه ماسك وتساءل عن سبب عدم تغطيتها.
وقال ترامب: "رأيتم رجلاً سعيداً جداً عندما وقف خلف مكتب المكتب البيضاوي. حتى مع كدمة على عينه. قلت له: هل تريد بعض المكياج؟ قال لا، لا أعتقد ذلك. وهذا مثير للاهتمام". وأضاف: "كانت لدي علاقة رائعة مع إيلون. لا أعلم إن كانت ستستمر".
ترامب يُصعد
ثم صعّد ترامب هجماته ضد ماسك، متهماً إياه بمعارضة مشروع القانون بدافع المصلحة الشخصية فقط، لأنه لا يخدم مصالح تسلا. كما سحب ترامب ترشيح المرشح الذي كان يفضله ماسك لقيادة وكالة ناسا.
وقال ترامب: "أنا محبط جداً من إيلون. لم يكن لديه أي مشكلة مع مشروع القانون. فجأة أصبح لديه مشكلة، ولم تتطور تلك المشكلة إلا عندما علم أننا سنقوم بتقليص تفويض السيارات الكهربائية". عندها بدأ ماسك الهجوم.
في غضون دقائق من ظهور تعليقات ترامب في مقطع فيديو على منصة "إكس"، حيث كان ماسك يرد مباشرة، اتهم الرئيس بالكذب بشأن مشروع القانون، وقال إن ترامب جاحد للجميل بعدما أنفق ماسك ملايين الدولارات لدعمه في الانتخابات.
وكتب ماسك على "إكس": "لولاي، لكان ترامب خسر الانتخابات، ولكان الديمقراطيون يسيطرون على مجلس النواب، ولأصبح الجمهوريون 51 إلى 49 في مجلس الشيوخ"، وأضاف: "يا له من جحود".
نقطة الانفجار
ادعاء ماسك بأنه السبب في فوز ترامب بالانتخابات هدد بأن يكون نقطة الانفجار في علاقتهما، خصوصاً أن ترامب سبق وأكد أن مساهمات ماسك لم تؤثر على فوزه في ولاية بنسلفانيا.
لكن ترامب نشر على "تروث سوشيال" أنه أقال ماسك من منصبه كمستشار خاص لأنه "أصبح عبئاً" على البيت الأبيض، فرد ماسك: "كذبة واضحة جداً. أمر محزن".
وبعد أقل من نصف ساعة، أطلق ماسك تغريدته عن إبستين، متهماً ترامب فعلياً بأنه جزء من شبكة استغلال جنسي للأطفال مرتبطة بإبستين، مستخدماً بذلك إشارة خفية لحركة "ماغا" (أجعل أمريكا عظيمة مجدداً) لمحاولة تحريضهم ضد الرئيس.
وبذلك، تجاهل ماسك علاقاته الشخصية السابقة بإبستين. ففي عام 2014، كحال ترامب، تم تصوير ماسك في حفلة مع غيسلين ماكسويل، الصديقة السابقة لإبستين التي أُدينت عام 2021 بتهم مساعدة الممول في أنشطة الاتجار الجنسي، بحسب الصحيفة.
تأتي هذه العداوة العلنية بعد شراكة ملحوظة استمرت لفترة أطول مما توقعه كثير من الديمقراطيين في الكابيتول هيل والمقربين من ترامب.
وقد أنفق ماسك مئات الملايين من الدولارات على حملة إعادة انتخاب ترامب من خلال لجنة العمل السياسي التي أنشأها خصيصاً "أمريكا باك"، والتي تكفلت بجزء كبير من الحملة الميدانية لترامب، رغم أن تأثير تلك الحملة على الأرض لا يزال غير واضح.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق