في خطوة جديدة تهدف إلى تسهيل وصول المساعدات الغذائية للسكان المحاصرين، قامت مؤسسة غزة الإنسانية، اليوم الأحد، ولأول مرة، بتوزيع المساعدات مباشرة خارج مراكزها عبر شاحنات متنقلة، في الجزء الشمالي من مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

التوزيع الميداني الأول

مؤسسة غزة الإنسانية التي تحظى بدعم أميركي استخدمت شاحنات لتوصيل الغذاء مباشرة للفلسطينيين بمساعدة عمال محليين، في مشروع تجريبي وصفته بـ"الناجح"، حيث تم التوزيع دون حوادث تُذكر داخل النقاط المحددة، بحسب ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين في المؤسسة.

سقوط قتلى رغم التدابير

ورغم إجراءات السلامة، قُتل ما لا يقل عن خمسة فلسطينيين وأُصيب آخرون أثناء توجههم إلى نقاط توزيع المساعدات، برصاص القوات الإسرائيلية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة وشهود عيان.

وأفاد شهود بأن إطلاق النار وقع عند دوار يبعد نحو كيلومتر عن أحد مراكز مؤسسة غزة الإنسانية في رفح.

تصاعد العنف حول مراكز الإغاثة

تكررت خلال الأسبوعين الماضيين حوادث إطلاق النار قرب مراكز توزيع المساعدات في مدينة غزة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 80 شخصاً، وفق بيانات مستشفيات القطاع. 
وأفادت وسائل الإعلام نقلا عن الشهود بأن القوات الإسرائيلية تطلق النار بشكل متكرر على المناطق المحيطة، حيث يتجمع الآلاف من الجائعين أملاً في الحصول على الطعام قطاع غزة.

رواية الجيش الإسرائيلي

الجيش الإسرائيلي اعترف بإطلاق طلقات تحذيرية تجاه من وصفهم بـ"مشتبه بهم" اقتربوا من قواته، مدعياً أنهم لم يستجيبوا للتحذيرات الصوتية. 
وأكد  الجيش الإسرائيلي أن الحادث وقع في منطقة قتال نشطة، دون الإشارة إلى وجود مدنيين.

إجراءات السلامة وفتح المراكز

وكانت مؤسسة غزة الإنسانية قد أغلقت مراكزها مؤقتاً الأسبوع الماضي لمناقشة تدابير السلامة مع الجيش الإسرائيلي، وأبلغت السكان بضرورة التزام المسارات المحددة لتجنب الاشتباك مع القوات الإسرائيلية.

أزمة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة

تأتي هذه التطورات في وقت يُحذر فيه مسؤولو الإغاثة من خطر المجاعة في قطاع غزة، وسط حصار إسرائيلي خانق منذ مارس 2024، وتدمير واسع للبنية التحتية، ونقص حاد في الغذاء والدواء والماء الصالح للشرب.