سوريا.. ترتيبات داخلية للبناء على الانفتاح الدولي - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: سوريا.. ترتيبات داخلية للبناء على الانفتاح الدولي - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 11:45 مساءً

رغم التفاؤل السوري بالانفتاح الأمريكي الاستثنائي على البلاد، وزوال عوائق وتصنيفات، كان من الممكن أن تستغرق سنوات لإزالتها، في غضون أسابيع، يَمثُل أمام دمشق تحدٍ كبير في تباطؤ المسار الداخلي، أمام تسارع التعافي في العلاقات الدولية، يضاف إلى ذلك ثغرة الاستهدافات الإسرائيلية.

إذ بات التفاوت بين الحراك الخارجي والتباطؤ الداخلي، يُنذر بإعاقة الاستفادة القصوى من هذا الانفتاح، ويطرح تساؤلات عن مدى جهوزية المؤسسات السورية – السياسية والإدارية – لملء الثغرات الداخلية والإقليمية.

خطوات إيجابية

رغم ذلك، شهد ملف المحادثات بين دمشق والإدارة الذاتية الكردية خطوات إيجابية في الأيام الماضية، حيث تم اللقاء الذي تأجّل عدة مرات في السابق، وتم التوصّل إلى تفاهمات في ملفات عديدة، أبرزها مساعٍ لتوحيد العملية التعليمية، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام المناهج الخاصة باللغة الكردية في المدارس والجامعات التي تأسست خلال السنوات الماضية، تحت سلطة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).

ويبدو أن هذا الملف تحديداً يشكل اختباراً مبكراً لجدية الطرفين في تجاوز الإرث السياسي المتراكم، والانتقال إلى مرحلة بناء عقد اجتماعي جديد، يستوعب الخصوصيات الثقافية، ويعزّز الانتماء الوطني.

ملفات حساسة

في المقابل، ما زالت ملفات حساسة أخرى تنتظر معالجة هادئة، ولكن حاسمة، ومنها مسألة الهيكل الأمني والإداري في المناطق الخارجة سابقاً عن سيطرة الدولة.

فقد بات واضحاً أن بقاء الوضع الأمني رمادياً في مناطق مثل السويداء، يهدد بتفجير الاحتقان مجدداً، خاصة في ظل خطاب إعلامي محتقن، تصاعد على نحو خطير في وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي هذا السياق، يُنظر باهتمام إلى اللقاءات المزمع عقدها بين مسؤولين سوريين، وفعاليات من محافظة السويداء، والتي يعول عليها لتثبيت استقرار مستدام، يدمج المطالب المحلية ضمن الإطار الوطني العام، لا أن يترك الباب مفتوحاً أمام تدخلات خارجية، عبر استثمار هذا الفراغ الإداري.

ثغرة

على الصعيد الإقليمي، ما زالت ورقة العلاقات مع إسرائيل تترك ثغرة في جدار الهدوء الإقليمي مع سوريا.

فبالرغم من تصريحات الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بشأن «علاقات جوار» مع إسرائيل، فإن تل أبيب شنّت غارات عنيفة هذا الأسبوع على سوريا، على خلفية إطلاق صاروخين من الأراضي السورية نحو الجولان المحتل، في تطوّر يعكس هشاشة الوضع الميداني، وقدرته على الانفجار المفاجئ.

ويثير ذلك قلقاً متزايداً في دمشق والعواصم العربية، من أن تلجأ إسرائيل إلى تعطيل مسار الانفتاح الأمريكي نحو سوريا، عبر ذرائع أمنية تقليدية.

وحتى في ظل بروز دعوات أمريكية للطرفين، لتوقيع معاهدة عدم اعتداء متبادل، فإن مسألة انطلاق صاروخ مجهول من سوريا، كفيلة بإعادة التوتر إلى الواجهة، والتشويش على الانفتاح الأمريكي، لا سيما لجهة الإضرار بصورة بيئة الاستثمار والقدرة على جذب رؤوس الأموال في مرحلة إعادة الإعمار.

وهذا بحد ذاته يمثل معضلة كبيرة لدمشق، التي لا تزال تفتقر إلى أدوات ردع، تضمن أمن الاستثمارات من أي استهداف عسكري إسرائيلي، سواء كان مباشراً أو غير مباشر.

ويضاعف من هذا التحدي، أن أي هجوم إسرائيلي – ولو محدوداً – سيُعيد سوريا إلى دائرة التوتر الأمني في عيون المستثمرين الدوليين، حتى لو كانت الأجواء السياسية توحي بانفراج.

من هنا، تبدو الحاجة ماسة إلى تسريع وتيرة هيكلة مؤسسات الدولة السورية، وخلق شراكات داخلية قادرة على التفاعل الإيجابي مع الفرص الخارجية، وعدم السماح لملفات غير محسومة – سواء في الجنوب أو في مناطق الإدارة الذاتية – بأن تتحول إلى مداخل لنسف حالة الانفراج النادرة في المسار السوري.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق