متابعات- تليجراف الخليج

أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن سرطان الزائدة الدودية، رغم ندرته، يشهد ارتفاعًا مقلقًا بين الفئات العمرية الشابة، خاصة أفراد “جيل إكس” و”جيل الألفية”، مقارنة بالأجيال السابقة

تضاعف الحالات 3 إلى 4 مرات خلال العقود الأخيرة

وأشارت نتائج تحليل موسع لقاعدة بيانات المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة إلى أن حالات الإصابة بسرطان الزائدة الدودية تضاعفت ثلاث مرات بين مواليد “جيل إكس”، وأربع مرات بين مواليد “جيل الألفية” بالمقارنة مع الأجيال الأكبر سنًا

وبحسب شبكة “إن بي سي نيوز”، فإن هذه البيانات تأتي من دراسة نُشرت الإثنين في مجلة Annals of Internal Medicine، وشملت مراجعة لحالات الإصابة بين عامي 1975 و2019، حيث تم تسجيل 4858 حالة خلال تلك الفترة، وهو رقم مرتفع بالنظر إلى أن هذا النوع من السرطان يعد من الأنواع النادرة

الفئات العمرية بين 18 و49 الأكثر تأثرًا

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة أندريان هولوفاتيج، إن الدراسة رصدت ارتفاعًا في سرطانات الجهاز الهضمي بشكل عام بين الفئات العمرية من 18 إلى 49 عامًا، ما يستدعي اهتمامًا بحثيًا خاصًا لفهم هذا الاتجاه المتزايد

ووصفت هولوفاتيج الزيادة في الإصابة بين جيل الشباب بأنها ظاهرة جديدة نسبيا، وأضافت: “هذا الاتجاه مثير للقلق ويجب أن نبحث بعمق عن العوامل التي قد تكون وراءه”

عوامل بيئية محتملة في قفص الاتهام

من جانبها، رجحت الدكتورة أندريا سيرشيك، وهي أخصائية أورام لم تشارك في إعداد الدراسة، أن يكون لارتفاع الحالات علاقة بعوامل بيئية، مثل التلوث في الماء أو الغذاء، أو تغيرات نمط الحياة مثل الأنظمة الغذائية الحديثة والجلوس لفترات طويلة

وقالت سيرشيك إن أسباب هذه الزيادة ما تزال غير واضحة علميًا، لكن التركيز يجب أن يكون على التحقيق في العوامل المشتركة بين المرضى الأصغر سنًا

صعوبة في التشخيص… واكتشاف متأخر

وأشارت هولوفاتيج إلى أن ما يقرب من 95% من المصابين بسرطان الزائدة لا يعرفون بإصابتهم إلا بعد إجراء عملية استئصال الزائدة جراء التهاب مفاجئ فيها، وهذا يعني أن كثيرًا من الحالات يتم تشخيصها في مراحل متأخرة من المرض

وتكمن الخطورة في أن سرطانات الزائدة الدودية لا تظهر بوضوح في صور الأشعة مثل غيرها من سرطانات الجهاز الهضمي، ما يجعل الاكتشاف المبكر أكثر صعوبة

خصائص الزائدة الدودية وأسباب الالتهاب

الزائدة الدودية هي جيب صغير يتدلى من القولون في أسفل الجهة اليمنى من البطن، وغالبًا ما يؤدي انسدادها إلى عدوى والتهاب، وهي حالة طبية شائعة بين الشباب، لكنها في بعض الأحيان تكشف عن إصابة سرطانية غير متوقعة

دعوات للبحث والتوعية المبكرة

ويأمل الباحثون أن تساعد هذه النتائج في لفت الانتباه الطبي إلى أهمية التوعية بسرطانات الجهاز الهضمي لدى الشباب، وضرورة تطوير أدوات تشخيصية أكثر حساسية لتلك السرطانات النادرة، والتي يتم تجاهلها أحيانًا بسبب الفئة العمرية للمريض

وتدعو الدراسة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم الأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع اللافت، إضافة إلى إعادة النظر في بروتوكولات التشخيص عند حالات التهاب الزائدة، وعدم اعتبارها دائمًا حالات حميدة دون النظر في احتمالات وجود أورام خفية

المستقبل الطبي لسرطان الزائدة في ظل هذه النتائج

بينما يظل سرطان الزائدة الدودية مرضًا نادرًا نسبيًا، فإن تضاعف الحالات في العقود الأخيرة بين الأجيال الجديدة يمثل إشارة قوية لضرورة تطوير استراتيجيات صحية وقائية جديدة، تأخذ في الحسبان التغيرات البيئية والغذائية، وكذلك الوعي الصحي لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا