نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: احتجاجات لوس أنجلوس تتمدد والانقسام الأمريكي يتوسع - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 01:45 صباحاً
أشعلت احتجاجات لوس أنجلوس، التي بدأت رداً على الحملات ضد المهاجرين واعتقال العشرات، معظمهم من المهاجرين، مظاهرات مماثلة في عدد من أنحاء الولايات المتحدة، فيما صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراءاته رداً على الصدامات بين الشرطة والمتظاهرين عبر نشر قوات من مشاة البحرية (المارينز) واستدعاء 2000 جندي احتياطي إضافيين، وحذر من أن لوس أنجلوس «ستُحرق بالكامل» ما لم يتم إرسال قوات إليها، فهل ستخرج الولايات المتحدة من الأزمة الحالية بأقل الخسائر، أم أن أحداث لوس أنجلوس ستشعل شرارة داخلية لا يمكن احتواؤها؟
وفي مشهد يعيد إلى الأذهان توترات الستينيات والتسعينيات، تدخل مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا يومها الخامس من الاحتجاجات والمواجهات، مع تجلي نهج ترامب الصارم في تطبيق قوانين الهجرة وترحيل المهاجرين غير النظاميين، فيما فتحت الاضطرابات جبهة جديدة من الانقسام بين الديمقراطيين والجمهوريين.
فقد أعادت الجدل حول ملف الهجرة، إذ يرى الحزب الجمهوري أن ترحيل المهاجرين غير النظاميين أمر أساسي لحماية الأمن القومي، في حين يرى الحزب الديمقراطي أن النظام بحاجة لإصلاح شامل وأن معاملة المهاجرين يجب أن تحترم كرامتهم الإنسانية.
تمدد الاحتجاجات
وتوسعت الاحتجاجات إلى لمناطق أمريكية أخرى منها فيلادلفيا وسان فرانسيسكو، وأتلانتا، ولويزفيل، كنتاكي، ودالاس، وفقاً لوسائل إعلام أمريكية، فيما فرقت الشرطة بالقوة مظاهرة في أوستن بولاية نيويورك وتكساس واعتقلت أشخاصاً عدة.
وقال نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، إن الرئيس دونالد ترامب لن يتراجع عن مواجهة الاحتجاجات في لوس أنجلوس، التي تنتقل شرارتها إلى مدن وولايات أخرى في الولايات المتحدة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، في بيان، أنّ ترامب أمر بإرسال ألفي عنصر إضافي من الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس للتصدّي للاحتجاجات، ليضافوا إلى نحو 2100 فرد أُعلن نشرهم سابقاً في ثاني أكبر مدينة أمريكية.
وجاء في تليجراف الخليج أن ما يقرب من 700 عنصر من مشاة البحرية سينضمون إلى القوات العسكرية التي تحمي مسؤولي الأجهزة والممتلكات الفيدرالية في لوس أنجلوس.
فيما قال ترامب إن لوس أنجلوس كادت أن تحترق بالكامل لولا إرسال القوات لحمايتها.
تدخل عسكري
في الأثناء، ذكرت «صحيفة الواشنطن بوست» أن التاريخ الأمريكي حافل بحالات تدخل عسكري كارثي في الشؤون الداخلية، بدءاً من «مذبحة بوسطن» عام 1770، التي أشعلت شرارة الثورة الأمريكية، ومروراً بأحداث مثل «مذبحة لودلو» عام 1914، حيث هاجم الحرس الوطني عمال مناجم مضربين، و«أحداث جامعة كينت» عام 1970، التي أسفرت عن مقتل 4 طلاب خلال احتجاجات ضد حرب فيتنام.
وحذرت الصحيفة من أن إرسال ترامب لقوات مشاة البحرية إلى لوس أنجلوس قد يكرر هذه السيناريوهات الدموية، خاصة في ظل الخطاب التحريضي للرئيس، الذي وصف المدينة بأنها «محاصرة بحشود عنيفة ومهاجرين غير شرعيين»، رغم انخفاض معدلات الجريمة والهجرة غير الشرعية إلى أدنى مستوياتها.
ونشر حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، على حسابه في منصة «إكس»، أمس صوراً لجنود الحرس الوطني الذين نشرهم ترامب، وهم نائمون على الأرض، وقال: «إذا كان هناك أحد يُعامل جنودنا بقلة احترام فهو أنتَ».
وقال نيوسوم: «أرسلتم جنودكم إلى هنا بلا وقود، ولا طعام، ولا ماء، ولا مكان للنوم»، وأضاف: «لقد خدم مشاة البحرية الأمريكية بشرف عبر حروب متعددة دفاعاً عن الديمقراطية. إنهم أبطال. لا ينبغي نشرهم على الأراضي الأمريكية لمواجهة مواطنيهم لتحقيق حلم رئيس».
أزمة دستورية
ويؤكد محللون أن ترامب ضرب القيود الدستورية عرض الحائط، إذ يمثل التصعيد الحالي بين الرئيس الأمريكي وولاية كاليفورنيا أزمة دستورية تهدد أسس النظام الفدرالي، وغير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة.
وتثير نقاشات جدية حول حدود السلطة الرئاسية والحقوق الدستورية للولايات.
استند ترامب في إرسال قوات فدرالية إلى لوس أنجلوس إلى قانون عام 1807، الذي يسمح للرئيس بأن يرسل قوات فدرالية لمساعدة الولاية إذا احتاجت إلى ضبط الأمن ومواجهة من يهددون السلم والأمن. لكن الدستور يفصّل في التعديل العاشر صلاحيات للولاية لا يحق للحكومة الفدرالية أن تتجاوزها دستورياً.
بمعنى أن تفعيل تدخل الجيش داخلياً يخضع لقوانين صارمة، على رأسها «قانون بوسي كوميتاتوس» الذي يمنع استخدام القوات المسلحة في مهام إنفاذ القانون المدني، وبذلك فتح ترامب مواجهة قانونية ودستورية، مخالفاً جوهر النظام الفدرالي.
رسالة سياسية
وفي ظل هذا التصعيد، يرى مراقبون بحسب مجلة «إيكونوميست» أن إرسال الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس لا يهدف فقط إلى السيطرة على الاحتجاجات، بل يحمل رسالة سياسية واضحة هي أن المدن التي تتحدى سياسات إدارة ترامب، خصوصاً تلك التي تتبنى «سياسات الملاذ الآمن» للمهاجرين، ستدفع الثمن.
0 تعليق