نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هجوم إسرائيل على إيران.. 8 أشهر من التخطيط و5 عوامل وراء التوقيت - تليجراف الخليج اليوم السبت 14 يونيو 2025 07:07 مساءً
إعداد : موسى علي
نفذت إسرائيل، صباح الجمعة، عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت منشآت نووية وصاروخية إيرانية، بالإضافة إلى عدد من العلماء والجنرالات، العملية التي وُضعت خطتها على مدى ثمانية أشهر من الاستعدادات السرية، قد تؤدي إلى توترات كبيرة في الشرق الأوسط، وتنسف فرص التوصل إلى أي اتفاق نووي مع طهران.
تصعيد غير مسبوق
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده تهدف إلى القضاء على القدرات النووية والصاروخية الباليستية الإيرانية، مشيراً إلى أن العملية قد تستمر أياماً أو حتى أسابيع، بحسب تصريحات لمسؤولين إسرائيليين.
في الساعات الأولى من الضربة، استهدفت إسرائيل نحو 25 عالماً نووياً قالت إنهم يملكون الخبرة اللازمة لتصنيع قنبلة نووية. وأكدت المصادر مقتل اثنين منهم على الأقل. كما قُتل قائد الحرس الثوري الإيراني ورئيس الأركان، إلى جانب جنرال كبير آخر.
العملية لم تقتصر على الغارات الجوية؛ إذ كشف مسؤولون عن وجود عملاء ميدانيين تابعين لجهاز الموساد داخل إيران، ينفذون عمليات دقيقة تستهدف مواقع الصواريخ والدفاعات الجوية، ومن المتوقع أن تتواصل الضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض خلال الأيام المقبلة.
الرد على أكتوبر
فكرة تنفيذ ضربة شاملة ضد برامج إيران النووية والصاروخية تبلورت في أعقاب الهجوم الإيراني على إسرائيل في أكتوبر، في سياق جولة من التصعيد بين الطرفين، ودفعت التهديدات المتزايدة من ترسانة إيران الصاروخية، إلى جانب ثغرات في دفاعاتها الجوية، نتنياهو إلى إصدار أوامر فورية بإعداد خطة إستراتيجية للهجوم.
وذكرت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن المعلومات الاستخباراتية التي أشارت إلى تسارع في أبحاث تطوير الأسلحة النووية الإيرانية، وافتتاح منشأة تخصيب جديدة تحت الأرض محصنة ضد القنابل، كانت من العوامل التي زادت من إلحاح القرار.
العلن غير السر
رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يسعى في تلك الفترة للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، كانت إسرائيل تمضي قدماً في التحضير للضربة، عبر جمع المعلومات، وتحديد الأهداف، وإجراء التدريبات اللازمة، وأثارت تلك التحضيرات قلقاً في البيت الأبيض، حيث عبّر بعض المسؤولين عن خشيتهم من أن تتحرك إسرائيل دون التنسيق مع واشنطن.
وطمأن نتنياهو ترامب بأنه لن يشن الهجوم من دون ضوء أخضر، وبدورها، أوضحت الإدارة الأمريكية أن أي عملية إسرائيلية ستكون "بمفردها"، وأكد ترامب، حتى قبل ساعات من تنفيذ الضربة، معارضته لأي تحرك قد يُفشل المفاوضات.
مع ذلك، نقل مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس"، أن الهجوم تم بالتنسيق الكامل مع واشنطن، وأن الاعتراضات الأمريكية كانت لأغراض إعلامية فقط، بينما حصلت إسرائيل على "ضوء أخضر واضح" من إدارة ترامب، الهدف من ذلك، وفق المسؤولين، كان تضليل طهران، ومنع العلماء والقادة الإيرانيين من تغيير مواقعهم.
وأشاروا إلى أن مكالمة هاتفية بين ترامب ونتنياهو يوم الاثنين، قيل إنها كانت لمحاولة وقف العملية، كانت في الواقع جزءاً من التنسيق قبل بدء الهجوم.
لماذا هذا التوقيت؟
يرى محللون أن الهجوم الإسرائيلي على إيران جاء نتيجة تراكمات دامت قرابة عقدين، وفق صحيفة "فايننشال تايمز".
وطرحت الصحيفة سؤالاً بارزاً: لماذا اختارت إسرائيل هذا التوقيت تحديداً؟ ولماذا تصعد المواجهة إلى هذا الحد؟.. مشيرة إلى أن هناك 6 عوامل رئيسية دفعت إسرائيل لتنفيذ هجومها في هذا التوقيت.
صدمة 7 أكتوبر
تسبب الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 بتغيير المعادلة الأمنية الإسرائيلية، إذ أصبح قادة إسرائيل يرون أنفسهم في معركة من أجل البقاء، وباتوا يرون القنبلة النووية الإيرانية تهديداً وجودياً.
السبب الثاني هو تعرض منظومات الدفاع الجوي الإيراني وأماكن إنتاج الصواريخ لأضرار بالغة نتيجة هجمات إسرائيلية في أكتوبر الماضي، رداً على وابل من الصواريخ الإيرانية، هذه الثغرة والضعف فتحتا نافذة أمام إسرائيل لشن هجوم استباقي مدركة أن إيران غير قادرة على رد فوري عنيف.
سبب آخر، يتمثل في إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع أن طهران انتهكت التزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي، واقتربت من إنتاج سلاح نووي بشكل سريع، ما سرّع القرار الإسرائيلي بالهجوم.
شعور إسرائيل بثقة كبيرة في قدرتها على إعادة تشكيل النظام الإقليمي، فبعد تجاهل تحذيرات واشنطن من مهاجمة حزب الله، فلحت في اغتيال قياداته واحتواء الرد، الأمر الذي عزز شوكتها على ضرب طهران.
لم تعد تل أبيب تثق في محادثات إدارة ترامب مع إيران، ومع اقتراب جولة مفاوضات جديدة بين طهران وواشنطن، اختارت إسرائيل أن تبادر وتمنع أي اتفاق قد يبقي لإيران فرصة تطوير سلاح نووي.
0 تعليق