في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سلسلة اتصالات هاتفية مع قادة دوليين، أكد خلالها موقف المملكة الرافض لاستخدام القوة في تسوية النزاعات، ودعا إلى العودة للمسار الدبلوماسي لاحتواء الأزمة المتصاعدة.

وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، السبت، أعرب ولي العهد عن تعازيه للشعب الإيراني وأسر الضحايا الذين سقطوا جراء الضربات الإسرائيلية الأخيرة. كما جدّد إدانة السعودية لما وصفه بـ"الاعتداءات التي تمس سيادة إيران وأمنها"، مشددًا على أن هذه الهجمات تمثل انتهاكًا واضحًا للقوانين والأعراف الدولية، وتعيق جهود خفض التصعيد.

الأمير محمد بن سلمان أكد أن الاعتداءات الإسرائيلية عطّلت الحوار القائم لحل الأزمة، وعرقلت الجهود التي كانت تبذل للوصول إلى حلول سلمية، معتبرًا أن استخدام القوة لا يمكن أن يكون بديلاً عن الحوار.

من جانبه، أعرب الرئيس الإيراني عن تقديره لموقف المملكة، وشكر ولي العهد على ما وصفه بـ"المشاعر النبيلة"، كما أثنى على جهود السعودية في رعاية الحجاج الإيرانيين خلال موسم الحج، وتوفير كافة التسهيلات لهم حتى عودتهم إلى بلادهم.

تحرك دبلوماسي سعودي لاحتواء التصعيد
الاتصال بالرئيس الإيراني لم يكن الوحيد؛ إذ أجرى ولي العهد السعودي، السبت، اتصالًا مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بحث فيه تطورات الأوضاع في المنطقة عقب الهجوم الإسرائيلي على مواقع داخل إيران، من بينها منشأة نطنز ومقرات تابعة للحرس الثوري في طهران وأصفهان.

الجانبان شددا خلال الاتصال على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لخفض التوتر، وأكدا على أهمية الاعتماد على الوسائل الدبلوماسية لتسوية الخلافات، في وقت تتسارع فيه وتيرة التصعيد العسكري في المنطقة.

وفي سياق متصل، كان الأمير محمد بن سلمان قد بحث، مساء الجمعة، مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب تداعيات الهجوم الإسرائيلي ورد إيران عليه. وأفاد الجانبان خلال الاتصال بأهمية العمل المشترك لضبط النفس، ومنع انزلاق الأوضاع إلى مواجهة مفتوحة، مع التأكيد على ضرورة دعم جهود التهدئة وتعزيز الاستقرار الإقليمي.