نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: خطة اغتيال خامنئي.. لماذا رفضها ترامب رغم اغتياله سليماني؟ - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 16 يونيو 2025 03:57 مساءً
في خضم التصعيد المستمر بين الولايات المتحدة وإيران، كشفت تقارير أمريكية حديثة عن واقعة غير مسبوقة في تاريخ الصراع الخفي بين الطرفين، وهي عرض إسرائيلي مباشر على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتنفيذ عملية اغتيال تستهدف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، الرجل الأول في طهران وصاحب القرار الأعلى في النظام الإيراني.
لكن المفاجأة لم تكن في الاقتراح، بل في الرد الأمريكي الرافض، رغم أن ترامب نفسه هو من أصدر أوامره باغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، في عملية أثارت عاصفة من الغضب في الشرق الأوسط مطلع عام 2020، فكيف يمكن لرجل أطلق شرارة اغتيال قيادي بهذا الحجم، ومؤخرًا وافق على اغتيال قيادات الجيش الإيراني وعلماء نوويين، أن يتردد أمام اغتيال رأس النظام؟.
ميزان الرعب.. الحسابات الاستراتيجية خلف القرار
الجواب، وفقًا لمصادر أمريكية مطلعة، يكمن في توازن الرعب، وهو المفهوم الذي سيطر على تفكير إدارة ترامب حينها، إذ لم تكن إيران قد شنت في تلك الفترة أي هجوم مباشر على القوات، أو المصالح الأمريكية، وبالتالي فإن توجيه ضربة بهذا الحجم إلى المرشد الأعلى، كان سيُعتبر تصعيدًا أحادي الجانب يبرر ردًا عسكريًا إيرانيًا واسع النطاق، ليس فقط في العراق أو سوريا، بل ربما في عمق الخليج وإسرائيل أيضًا.
ووفق مسؤولين أمريكيين سابقين، فإن ترامب رأى أن اغتيال خامنئي سيتسبب في اندلاع حرب شاملة لا يمكن السيطرة على تبعاتها، خاصة أن النظام الإيراني سيرى في هذا الهجوم محاولة لإسقاطه كليًا، مما سيدفعه لتعبئة كل أذرعه الإقليمية في مواجهة عسكرية مفتوحة.
ترامب والتفاوض.. لا لقتل أوراق اللعبة
الرئيس الأمريكي السابق، الذي طالما قدم نفسه كرجل صفقات وليس حروب، أدرك أن اغتيال خامنئي لن يُنهي النزاع، بل سيقضي على أي أمل بالتفاوض، إذ قالها بصراحة في إحدى مقابلاته مؤخرًا: "لا يمكنك الجلوس مع شخص قتلت مرشده الأعلى"، معتبرًا أن بقاء خامنئي حيًا كان بمثابة احتفاظ بآخر أوراق التفاوض الممكنة مع النظام الإيراني.
المفارقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم ينكر تقديم مثل هذا الاقتراح، ولم يؤكده كذلك، مكتفيًا بالقول: "نفعل ما يجب أن نفعله"، في إشارة ضمنية إلى منطق العمليات الخاصة الذي تتبعه تل أبيب ضد خصومها في المنطقة.
خطوط حمراء أمريكية.. لا لاغتيالات الزعماء
رغم التوتر الحاد بين واشنطن وطهران، فقد بقيت هناك خطوط حمراء لا تتجاوزها الولايات المتحدة، وعلى رأسها الاغتيالات السياسية لزعماء الدول، إدراكًا منها أن مثل هذه العمليات تُدخل المنطقة في دوامة حرب شاملة قد يصعب الخروج منها.
وبينما رأت إسرائيل أن القضاء على خامنئي سيُحدث تغييرا جذريا في هيكل النظام الإيراني، اعتبرت إدارة ترامب أن مثل هذه المغامرة ستكلف الولايات المتحدة الكثير، من دماء جنودها إلى هجمات محتملة على سفاراتها وقواعدها في الشرق الأوسط وأفغانستان وحتى في العمق الأمريكي.
خلاصة المشهد
تُظهر هذه الواقعة الفارق الكبير بين نهج ترامب كرجل أعمال يُوازن بين الربح والخسارة، وبين منطق التصفية الأمنية الذي تتبناه إسرائيل في تعاملها مع خصومها، فرغم توتر العلاقة مع إيران، ظل ترامب يرى أن بعض الخصوم يجب أن يبقوا أحياء، لا حبًا فيهم، بل حفاظًا على إمكانية إبرام صفقة سياسية معهم.
اغتيال خامنئي، ترامب وإيران، خطة اغتيال المرشد، قاسم سليماني، توازن الرعب، حرب شاملة، نتنياهو، إيران وأمريكا، السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، اغتيالات سياسية، دونالد ترامب، علي خامنئي، مفاوضات إيران وأمريكا، أمن الخليج، المواجهة الأمريكية الإيرانية
0 تعليق