متابعات- تليجراف الخليج

ثمّن رئيس مجلس الوزراء الانتقالي، دكتور كامل إدريس، الدور الحيوي الذي يضطلع به الخبراء الوطنيون في مختلف المجالات، مؤكدًا أن إسهاماتهم النوعية في القضايا الوطنية تمثل ركيزة أساسية في عملية البناء والتنمية، داعيًا إلى تعزيز الاستفادة من رؤاهم واطروحاتهم في دفع عجلة النهوض بالبلاد نحو مستقبل أفضل.

مبادرة تنموية متكاملة من الخبير مبارك مجذوب

جاء ذلك خلال لقاء جمعه صباح اليوم بمكتبه بمدينة بورتسودان، مع الخبير في مجال التعليم العالي والوزير الأسبق للتعليم العالي، ورئيس مجلس أمناء كلية إقرأ وكلية الفجر، البروفيسور مبارك محمد علي مجذوب، الذي قدم مبادرة وطنية شاملة تتضمن عددًا من المشروعات التنموية، تم تصميمها استنادًا إلى دراسات عميقة وخبرات ميدانية متراكمة في مجال العمل الوطني.

مشاريع طبية وتعليمية ضمن المبادرة

وقد تضمنت المبادرة مقترحات عملية بإنشاء مستشفيات خيرية بكل من ولايتي الخرطوم والجزيرة، بالإضافة إلى تأسيس مدارس متكاملة تغطي مراحل التعليم الأساسي والمتوسط والثانوي في ذات الولايتين، بما يعكس اهتمامًا متزايدًا بتحسين الخدمات الصحية والتعليمية في مناطق ذات كثافة سكانية عالية وتحديات متزايدة.

رئيس الوزراء يرحب بالمبادرة ويؤكد دعم الحكومة

من جانبه، رحب دكتور كامل إدريس بالمبادرة الوطنية المقدّمة، وأشاد بالجهد الذي بذله البروفيسور مبارك مجذوب في إعدادها وتقديمها، مؤكدًا دعم الحكومة الانتقالية لكافة المبادرات التي تصب في خدمة الشعب السوداني وتلبي تطلعاته نحو حياة كريمة ومستقرة، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تتطلب تكاتف الجهود الرسمية والشعبية.

دعوة لتعزيز التعاون مع الخبراء والمختصين

وفي ذات السياق، شدد رئيس مجلس الوزراء على ضرورة العمل بصورة تكاملية مع الخبراء والمختصين في مختلف القطاعات، مشيرًا إلى أن البلاد تمر بمرحلة مفصلية تتطلب استنفار العقول الوطنية والاستعانة بالكفاءات العلمية من أجل وضع حلول مستدامة تعالج المشكلات الهيكلية في الاقتصاد والخدمات العامة.

التعليم والصحة ضمن أولويات المرحلة

وأكد إدريس أن الحكومة تولي اهتمامًا بالغًا لقطاعي التعليم والصحة، باعتبارهما من أهم الأعمدة التي يستند عليها الاستقرار المجتمعي والتنمية الشاملة، موضحًا أن أي مبادرات نوعية في هذين القطاعين تحظى بفرص كبيرة للتبني والدعم الرسمي، خاصة إذا كانت قائمة على دراسات واقعية وقابلة للتنفيذ الميداني.

إشادة بدور بروفيسور مبارك في خدمة التعليم العالي

يُذكر أن البروفيسور مبارك محمد علي مجذوب يعد من أبرز الخبراء في مجال التعليم العالي بالسودان، وله إسهامات ممتدة في تأسيس وتطوير عدد من المؤسسات التعليمية، إلى جانب خبرته الواسعة في العمل الوزاري، ما يجعله أحد المرجعيات العلمية والعملية المهمة في الساحة الوطنية.

خارطة طريق جديدة للتنمية المحلية

وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود الخبراء الوطنيين لرسم خارطة طريق جديدة تستهدف التنمية المحلية المستدامة، من خلال مشروعات يمكن تنفيذها بالشراكة بين الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، بهدف تقديم خدمات نوعية وتحسين جودة الحياة للمواطنين في مختلف الولايات.

تعاون مرتقب مع الكليات والمؤسسات الأكاديمية

كما يُنتظر أن تفتح هذه المبادرة الباب أمام تعاون موسع بين الحكومة الانتقالية والمؤسسات الأكاديمية، من خلال تفعيل الشراكات الاستراتيجية وتبادل الخبرات، وتوظيف البحوث التطبيقية في خدمة التنمية الوطنية، وتوفير فرص تدريب وتأهيل في المجالات ذات الأولوية.

السودان في حاجة إلى العقول قبل الموارد

وفي ختام اللقاء، شدد رئيس الوزراء على أن السودان لا يعاني من شح في الموارد بقدر ما يعاني من ضعف في استثمار الكفاءات والعقول، مشيرًا إلى أن المرحلة الراهنة تمثل فرصة سانحة لإعادة ترتيب الأولويات وتوظيف الإمكانيات البشرية في تحقيق تطلعات الشعب نحو الاستقرار والبناء.