نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: حروفٌ في وجه الرصاص… أول معرض في دمشق للخطاطين السوريين بعد التحرير - تليجراف الخليج ليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 01:46 صباحاً
دمشق-تليجراف الخليج
تحت رعاية وزارة الثقافة، وبمشاركة متميزة للخطاطين السوريين من حول العالم، افتتح في المكتبة الوطنية بدمشق معرض الخط العربي الأول بعد التحرير، بعنوان “حروف في وجه الرصاص”.
المعرض الذي يستمر حتى الـ 30 من حزيران الجاري، ضم لوحات لـ 45 خطاطاً سورياً، أغلبهم لايزالون خارج البلاد، اختاروا موضوعات عن الثورة ومعاني الشهادة والتضحيات، وفاح منها عطر آيات القرآن الكريم التي تحفل بمعاني الانتصار للمظلومين.
وخلال حفل الافتتاح، قال معاون وزير الثقافة السيد سعد نعسان: إن الوزارة تنظر بعين الاهتمام لتعيد للخط العربي مكانته المرموقة التي يستحقها، بعد أن كبله النظام البائد بالقيود وتعرض للتهميش كسائر جوانب الثقافة الأخرى، مؤكداً أن الثقافة في سوريا تنهض من بين الركام وتستلهم من صفحات التاريخ والتراث أسس المستقبل.
وأضاف نعسان: إننا نستذكر تلك العبارات التي خطّتها الأيادي الثائرة في مدينة كفرنبل وغيرها، حتى غدت رمزاً عالمياً للحرية ومقارعة الظلم والاستبداد، كما نستذكر كلمات حرية حرية وعبارات البدايات التي خطّها أطفال ورجال درعا وغيرها من بقاع سوريا على الجدران، وفي الساحات، فقُوبلت بالوحشية والإجرام، وكانت شرارة لانطلاقة الثورة السورية العظيمة، مؤكداً بهذا الإطار الدور العظيم للخطاطين في حفظ النضال، واستمرار مسيرة الخط العربي في سوريا بدوره التاريخي والفني والثقافي، وهويته المتجددة، وداعياً جميع الخطاطين السوريين إلى العودة لوطنهم، وإلى تأسيس رابطة تجمعهم وتعزز مكانتهم.
بدوره، أكد ممثل الخطاطين هيثم سلمو في كلمته، أن الخط العربي كان مُحارباً من حيث هو علمٌ وفن بصورة غير معلنة، في سياق التمييع الثقافي الذي كان يسلكه النظام البائد في ميادين الفكر والأدب والفن، مستنكراً تصنيف الخط العربي في تلك الفترة تحت اسم الجمعية الحرفية لصنّاع الآرمات، وهو ما يتوجب معالجته فوراً، مع الشروع بإحداث أكاديميات ومدارس لتدريس كل الفنون الإسلامية.
وأعرب سلمو عن الأمل بأن يتبوأ الخط مكانته اللائقة بحرف القرآن الكريم في سوريا، حيث نشأ هذا الفن وشب وترعرع.
لوحة المهرجان للخطاط نضال إبراهيم آغا تحدث عنها أستاذه الخطاط عدنان الشيخ عثمان، وتناولت جملة :لقد صمنا عن الأفراح دهراً وأفطرنا على طبق الكرامة، ونُفذت بخط الثلث الجلي، وهي قوية جداً بمفرداتها وتشكيلاتها وتوزيعها بالمنظر العام، مشيراً إلى أن سوريا منذ عام ١٩٨٦، هي الأولى على العالم بالخط العربي.
أما الخطاط نبيل غانم فأشار إلى أنه تعمّد كتابة اللوحة التي شارك بها بالخط الديواني لتتناسب مع اسم المعرض، كما اختار البيت المشهور للشاعر أبي تمام، الذي ينحدر من درعا: السيفُ أصدق أنباء من الكتب، كرمزٍ للبطولة والشجاعة، مؤكداً أن هذا المعرض يحملُ طابعاً خاصاً له لتزامنه مع استمرار أفراح التحرير.
ضرورة تفعيل مادة الخط بالمدارس هو ما دعا إليه الخطاط محمود دوشو، والذي أكد أن الخط تراثٌ إسلامي يتطلب توسيعه والاهتمام به مستقبلاً، فيما أعرب الخطاط عاصم الرهبان عن الأمل بأن تكون الفعاليات القادمة المتعلقة بالخط العربي أضخم وعلى مستوى عالمي، أسوةً بالفعاليات العالمية التي يُشكل الخطاط السوري نواتها.
واعتبر الدكتور عمر شحرور، أن المعرض يؤكد إعادة الخطاط السوري لتقديم لوحات فنية جميلة في بلده، بعد أن سعى النظام البائد لتهميشه نظراً لارتباطه الوثيق بالدين الحنيف، فالخط العربي لايختصر على الخط بحد ذاته، بل هو أيضاً تربية وثقافة وجمال.
انها ليست لوحات عادية بل أيقوناتٌ لافتة للخط العربي الفريد، وفق ماوصفته الشابة بيان محمد، التي حضرت خصيصاً لرؤية اعمال الخطاط سليمان اسماعيل، بينما أكدت طالبة الأدب العربي آلاء عرفة بأن الخط العربي يشكل بُعداً ثقافياً مهماً لكل دارس ومهتم ومتابع، ويجب على أفراد المجتمع الاهتمام به.
0 تعليق