نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أوروبا تغيّر جلدها في بورتسودان - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 07:54 مساءً
بورتسودان- تليجراف الخليج
يشهد الموقف الأوروبي تجاه السودان عامة، والحكومة السودانية المؤقتة في بورتسودان على وجه الخصوص، تحولات دبلوماسية كبيرة، تمثلت مؤخرًا في إعلان الاتحاد الأوروبي تعيين الدبلوماسي الألماني فولفرام فيتر سفيرًا جديدًا له لدى السودان، خلفًا للسفير الأيرلندي آيدان أوهارا، الذي يستعد لمغادرة منصبه لتولي مهامه كسفير لأيرلندا في مصر، حيث تتخذ بعثة الاتحاد الأوروبي الخاصة بالسودان مقرها المؤقت في القاهرة منذ تفجر الأزمة في البلاد.
فولفرام فيتر.. خبير في الشأن الإفريقي
يحمل تعيين فولفرام فيتر دلالات مهمة، إذ يُعد من أبرز الدبلوماسيين الأوروبيين المتخصصين في الشأن الإفريقي، فقد ترأس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى بوركينا فاسو حتى عام 2023، قبل عودته إلى بروكسل للعمل في المقر الدبلوماسي الأوروبي، ما يمنحه خلفية ميدانية واسعة تؤهله للتعاطي مع تعقيدات الملف السوداني.
مؤشرات لتقارب أوروبي مع سلطات الحكومة السودانية المؤقتة في بورتسودان
ويأتي هذا التعيين في ظل مؤشرات واضحة على تبدل في السياسة الأوروبية تجاه السلطات الحكومية في بورتسودان، إذ بدأت دول كإيطاليا وهولندا في دراسة استئناف التواصل مع الحكومة التي تشكلت في أعقاب اجراءات أكتوبر 2021، بعد فترة من القطيعة الدبلوماسية.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن التوجه الأوروبي الجديد يقوم على نهج “تعاوني قائم على المصالح”، يوازن بين الواقعية السياسية وضرورات العمل الإنساني والدبلوماسي في السودان، خاصة بعد تفاقم الوضع الإنساني واستمرار الانقسام السياسي والعسكري.
أهداف التغيير: مساعدات وتوازنات إقليمية
وترتبط هذه التحركات الأوروبية بعدة أهداف استراتيجية، من أبرزها:
- تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع.
- دعم استئناف العملية الانتقالية وإعادة الأمل في التحول الديمقراطي.
- كبح محاولات السودان الانجراف نحو تحالفات مع روسيا أو إيران، وهو ما يُعد مصدر قلق استراتيجي لدوائر صنع القرار الأوروبي.
كامل الطيب إدريس في قلب التطورات
ويأتي هذا التغيير بالتوازي مع تعيين كامل الطيب إدريس رئيسًا للوزراء في مايو الماضي بقرار من رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان، ما أضاف طبقة جديدة من التعقيد في كيفية تفاعل المجتمع الدولي مع السلطات الحالية ، خاصة في ظل غياب موقف موحد داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الاعتراف الرسمي بالحكومة الجديدة.
حتى الآن، لا يُسجل سوى المبعوث السويسري الخاص سيلفان أستييه كأول مسؤول غربي يلتقي كامل إدريس رسميًا، ما يعكس حذرًا أوروبيًا من التسرع في تبني نهج التعامل الكامل مع الحكومة.
وداع أوهارا.. وحصاد الحياد
في السياق ذاته، يستعد السفير المغادر آيدان أوهارا لإنهاء مهمته التي حرص خلالها على اتباع سياسة “الحياد الصارم” في التعامل مع أطراف الحرب، متعاملًا مع الجيش وقوات الدعم السريع كجهات متساوية. إلا أن هذا الحياد، بحسب محللين، أدى إلى إبطاء جهود الوساطة الأوروبية وأضعف تأثير بروكسل في مسار السلام السوداني.
تركيز على الدعم الإنساني عبر DG ECHO
تركّز الجهود الأوروبية حاليًا على دعم العمليات الإنسانية العاجلة من خلال مديرية الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية (DG ECHO)، بالتزامن مع ضغط مكثف يُمارس على الأمم المتحدة من أجل التنسيق مع كل من مفوضية العون الإنساني التابعة للجيش، ووكالة الإغاثة التابعة للدعم السريع، لضمان إيصال المساعدات لجميع المتضررين.
ورغم هذا، الأمم المتحدة تعتبر عبد الفتاح البرهان رئيسًا شرعيًا للسودان، ما يعكس استمرار الانقسام الدولي حول من يمتلك شرعية الحكم في البلاد.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق