شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: انفجار "بوشهر" النووي يلوث المنطقة بأكملها: هل من إجراءات للوقاية؟ - تليجراف الخليج ليوم الخميس 19 يونيو 2025 04:20 صباحاً
من يقرأ ويشاهد كلّ ما يحصل في المنطقة لا يفهم حقيقة ما يجري ففجأة "إنفجرت" بين إيران واسرائيل، الّتي تسعى الى جرّ الولايات المتحدة للدخول علناً في الحرب، هذا المشهد قد لا يكون مستغرباً للبعض ولكن للولايات المتحدة مصالح غير مساعدة إسرائيل أو حتى القضاء على البرنامج النووي الإيراني.
تزامناً مع هذا التهديد تبرز قضية قصف المنشآت النووية في ايران والخطر الكبير الذي يُمكن أن ينشأ عنه إن حصل، وما يُمكن أن يحدثه من أضرار على دول عديدة في الخليج العربي وغيره.
قبل الغوص في ما يُمكن أن يحصل على المنشآت النووية يجب التركيز على دخول الولايات المتحدة الحرب علانية والرغبة التي لديها حتى وافقت على توجيه اسرائيل الضربة لايران. هنا يرسم الباحث واستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الدكتور جمال واكيم المشهد، معتبراً أنه "بالنسبة لواشنطن الموضوع الاساس هو "تركيع" طهران لتكون المنطقة من الاطلسي الى حدود الصين شرقاً برمتها تحت رحمة الأميركيين، والهدف الاساس منع أوروبا من الوصول الى أفريقيا، وبالتالي تمدّ الولايات المتحدة نفوذها الى شرق أوروبا، وتمنع التواصل بين روسيا والقارة العجوز، وتقطع الطريق على الأخيرة للوصول الى شرق المتوسط، من هنا جاءت محاولة لضرب إيران والقضاء على النظام".
"الولايات المتحدة هي التي تقوم بالعدوان على ايران واسرائيل هي الأداة". هذا ما يؤكده الدكتور واكيم، متسائلاً "من أين لدى إسرائيل هذا الكمّ من المعلومات، كما أن عمليات التجنيد التي تحصل بداخل الجمهورية الاسلامية لعملاء هي أميركية، حتى أن الطائرات التي تزود الطائرات الحربة بالوقود جوًّا هي أميركية، مع وجود جنود أميركيين يشاركون وهم يحملون الجنسيتين الاميركية والاسرائيلية، وهذا شهدناه بالحرب مع فلسطين، إذ كان هناك مشاركة لعشرين ألف جندي أميركي"، مشيرا الى أننا "شهدنا بالأمس "استعراضاً" أميركياً للدخول بالحرب علانية وقصف المنشآت النووية".
في هذا السياق يشرح نقيب الكيميائيين جهاد عبود أن "في إيران مفاعل نووي والبقية منشآت للطرد المركزي ومنشأة للمياه الثقيلة، مهمة منشأة الطرد المركزي تخصيب اليورانيوم لتنقية الاورانيوم المشع، أما المفاعل وهو الاخطر فهو "بوشهر" الموجود على الخليج، وإذا قُصف سيصاب بخلل داخله، وإذا "إنفجر" سيلوّث المنطقة التي حوله، وكذلك سيحصل في المُنشأة إذا قُصِفت"، معتبرا أن "الخوف أن يكون بداخل منشأة فوردو قنبلة نووية وفي حال انفجارها قد لا تصلنا الاشعاعات ولكن الغبار المشعّ باليورانيوم قد يصل الينا، وهنا لا يستطيع أحد على صعيد فردي أن يقوم بأي شيء، وعلى الدول أن تقيّم كيفية التعامل مع الموضوع حسب المناطق الملوّثة".
يعود الدكتور جمال واكيم ليؤكد أن "لدى ايران القدرة على خوض الحروب عدا عن أن باكستان والصين لن تسمحا بالأمر، لأنه واذا وصلت الولايات المتحدة الى آسيا الوسطى تستطيع تهديد الأمن الروسي، والصين لن تقبل بذلك أيضا إذا "انهزمت" ايران فباكستان ستتأثر وتنكشف أمام الهند التي تخوض معها حرباً وهي حليفة إسرائيل"، وبهذا يعرب واكيم عن اعتقاده أننا سنكون أمام مشهد مشابه لفشل العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ومع الضربة الاميركية لايران إن حصلت سينتهي العالم القديم ونكون أمام آخر جديد، وفي حال دخولها الصراع سيؤدي الى تفجّر داخل الولايات المتحدة".
حتى الساعة لا يُمكن لأحد أن يتكهن ما سيحصل في الحرب الدائرة بين إيران واسرائيل، ولكن سيكون لقصف المفاعلات والمنشآت النووية تداعيات خطيرة لن تسلم منها اسرائيل، فهل تفعلها!.
0 تعليق